المقالات

سبايكر مرة أخرى: متاهات وصخب..!

1517 03:03:47 2014-09-22

سقط الصنم، وإذا بالسماء تمطر إحتلالاً، وبالأرض تقذف من جوفها مقابراً، ورجالاً لم يعودوا رجالاً، ونساءً لم يعدن نساءً.
تبدل حال العراق، من ديكتاتورية بغيضة، إلى ديموقراطية مقيتة، برلمان كثير العدد، قليل العطاء، غليظ القسم، عديم الوفاء، مؤسسات مترهلة بوظائفها، رشيقة حد النحافة بإنجازاتها.
أصبح لنا موسم، نجتمع فيه ، كل أربع سنوات، كي نختار من بيننا، سراقاً وذباحين، وقردة، ونصبغ فيه أصابعنا بلون بنفسجي، لتلون بعدها نحورنا بدم أحمر.
ينادي سياسيونا كلهم بالوحدة، ويعمل جلهم على التفرقة وتقسيم البلاد، يتشدقون بالوطنية، ويحترفون الخيانة، حتى بتنا نستحي، ونذوي خجلاً، من تصرفاتهم وأفاعيلهم.
ذات يوم سمعت صوتاً شجياً، عندما كنت ماراً بالقرب من المنطقة الخضراء.. صوتاً يشبه النحيب، عندما يزاحمه الأنين وترافقه غصة الفراق، وتحيط به خيبة أمل.. أصخت إليه بسمعي وهو يقول..
متاهاتٌ..
وريح دائم صَخِبُ
متاهاتٌ..
وشعب منهك تَعِبُ
متاهاتٌ ..
وضِعنا في أزقتها
متاهاتٌ..
وضاع الجد واللعِبُ.
ما أن سمع وقع أقدامي.. حتى توقف عن ذلك الأنين، ثم نظر إلي بعينين مغرورقتين بالدمع، أحزنني حاله، ورثيت له، بادرته بالسلام، أجاب تحيتي، وحياني بأحسن منها، جلست عنده، بعد أن أستأذنته، تمنى لي الخير كما هو شأن الأصلاء من أبناء الجنوب (الشروكية)، بقوله(صبحكم الباري بخير)، وتمنيت له الخير أيضاً، فأنا في الحقيقة(شروكي الأصل) وأفهم في الإصول، والتي كانت مدار حديثنا. 
سألني هل سمعت بما حدث في قاعدة سبايكر؟ وهل علمت إن سبيل المعروف قد أنقطع؟ وهل علمت إن الدخيل بات لا يؤمن، والمستجير لا يجار؟ وهل علمت إن نهر دجلة قد تغير لونه، وإستحال دماً؟ وهل علمت إن لا إخوة بين العراقيين، إلا كلاماً ؟ 
نعم سيدي..أجبته خجلاً، لقد علمت بكل ذلك، وأني لأظنك مفجوع بولدك، أليس كذلك؟
أجابني مؤكدا، نعم.. فجعت به غريبا في بلده، خائفا من أهله، أسيراً في وطنه، صريعا في نهر، طالما إرتوى من عذب ماءه.
طأطأ رأسه، وهو يهزه يمنة ويسرة، وهو يسألني مرة أخرى، هل علمت أن من إنتخبناهم قد إسخفوا بنا، وبدماء أبنائنا، وأنهم قد أعدوا مسرحية أستجواب هزيلة، وأنهم قاموا بتسييس ماحصل، هل علمت أنهم قد توافقوا، وإتفقوا على ترك الخلافات، وقد جعلوا مجازر أبنائنا مجرد خلافات، يمكن أن تحل على طاولة المفاوضات. 
لقد ساروا على خطى من لا خطىً له، فقد كان رئيس الوزراء السابق، وولي الدم، يصرح ليلاً ونهاراً، سراً وجهاراً، (أنا على معرفة بمن يمول الإرهاب).. (أنا على علم بمن يدخل السيارات المفخخة)..(ولكنني، أتغاضى عن ذكر إسمه، وأُحجم عن التعريف به، حفاظاً على العملية السياسية.
إلتفت إلي قائلا..هل يمكنك أن توصل رسالة مني ألى رئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي؟ قلت وما هي؟
قال، (قل له.. ليكن العراق كل همك، وليكن المواطن وهمومه، وأمنه، وسلامته، أهم من العملية السياسية ، ومن مغرياتها، وأهم لديك من كرسي الحكم، وزن أنت الكرسي بعدلك، ولا يزنك هو ببريقه الخداع، وخذ لي بثأر ولدي)

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك