يحكى أن في غابر الأزمانٍ أن هناك مزارع كان يجوب حقله لغرض السقي فصادفه أفعى طويل أراد لدغه فسارع الفلاح الى ضربه بمعوله فجاءت الضربة لتحول الأفعى الى نصفين فأستهان الفلاح بالأمر وترك الأفعى على حاله ومضى في سبيله . ودارت الآيام وبعد سنوات وخلال عمل الفلاح بحقله رأى منظراً مخيفاً ومفزعاً وغريباً في ذات الوقت فقد رأى نصف أفعى يسير بنصف جسد ونسي ما فعله في السابق وقال في نفسه لو أنني قصصت ما رأيت على أحد فلا يصدقني ولكني سوف أحمل هذه الآفعى الغريبة على معولي ليتفرج عليها أهل القرية وفعل ما خطط له وسار وهو يتجه صوب قريته ونسى مايحمل فدب الأفعى وسار بأتجاه صاحبنا ليلدغه في عنقه ويحيله الى حطام هامد ليقتل المسكين بما جنت يده , هذه القصة الشعبية تنطبق على ماقامت به المخابرات الغربية والأسرائيلية وبمعاونة أغبياء العرب من تربية وتمويل الحركات المتعصبة في الشرق الأوسط لغايات مدروسة بعناية فائقة ومنها نقل المعركة الى الشرق الأوسط وأبعاد شبح خطرها عن دولهم وشعوبهم أضافة الى ضرب المسلمين ببعضهم وأستنزاف طاقاتهم البشرية والأقتصادية وتخريب بناهم التحتية ونشر العداء فيما بينهم لتأخذ أمريكا دور حكم نزال المصارعة الذي لا يصفر بأيقاف النزال الا بعد تغلب أحد الخصمين
وهذا ما تسلكه أمريكا في الخفاء الى الحد الذي قامت بجمع النقيضين فمن باب تعلن محاربتها للأرهاب ولكنها في ذات الوقت تدعم وتمول حركات أرهابية عاثت في الأرض فساداً كالجيش الحر السوري وحركات أرهابية أخرى وأخرها ( داعش) التي نمت وترعرت وكبرت في مطابخ أمريكا وأسرائيل ليزجوها في العراق وسوريا في ظروف دراماتيكية محيره لتكون ورقة ضغط متعددة الجوانب والرسائل فمنها أنها رسالة تبعثها للاكراد بأنكم تحت سلطان أرادتنا فلا تخرجوا عما رسم لكم من أدوار محددة السيناريو ورسائل للحكومة العراقية السابقة بأن الأستقلال الكامل كذبة نيسان فلا تصدقوا بها مطلقاً وأننا نريدكم كالأسد الجريح الذي ظل رسماً وأسماً فقط ورسائل لدول المنطقة بأن الخطر الداعشي لايتوقف عند حدود العراق وسوريا بل أنه زاحف صوبكم فدينوا بالطاعة والولاء لأمريكا وأدوا الجزية غير منقوصة ٍ , ومع أن السيناريو أدى أغلب الأغراض التي رسم من أجلها لكن الممثلين للعب الأدوار الثانوية (داعش ) صدقوا اللعبة وتمددوا وطمحوا لأكثر مما خطط لهم فأعلنوا دولة الخلافة تلك الرسالة التي أيقظت النيام وهددت العروش الخاوية , ليهرع صغار الخدم بأتجاه سيدهم الأمريكي بالعلن والمخطط الأسرائيلي في الخفاء ليعلنوا ويجددوا له الطاعة والولاء والسير بهدي أمريكا فتمخض عن هذه الطاعة والولاء مؤتمر جدة الذي أتفق الجميع على أنهم في قارب واحد وأن الخطر يتهدد الجميع ولكن من يدفع ثمن أخطاء وحيل وخدع الغرب هم العراقيون والسوريون الذين قدموا الدماء البريئة في مجازر قلما تجد لها نظير في تاريخ البشرية لتظل المعركة مستعرة تحرق ماتبقى من الحرث والنسل وتدمر تاريخ حضارة عريقة تحكي قصة شعب كان صانع حياة للعالم بأسره لتكون أمريكا واسرائيل هما الرابحان في هذه اللعبة القذرة ويبقى العرب كأهل مركب يسار بهم وهم نيام ,
https://telegram.me/buratha