الاسباب المؤدية للانحراف السكوباتي:
هناك حقيقتان هامتان عن الانحراف السكوباتي هما :
1- يبدو أنه يرجع إلى أسباب عضوية جسمانية أو وجدانية لم تعرف بالدقة أصولها .
2- أن هذه الحالات تستمر مدى الحياة وتبدأ عادة فيما لا يتعدى فترة المراهقة فأكثر.
ان حدوث وتبلور الشخصية الارهابية لا يحدث فجأة او مجرد استيقاظ الفرد باكرا يقرر ان يصبح ارهابيا بل ان هناك ادوارا وطرق متعددة واساليب مهمه تساعد في تبلور مثل هذه الشخصيات، تأتي في مقدمتها العوامل النفسية والتي لها دورًا كبيرًا في نشوء الانحراف السيكوباتي فالاضطراب النفسي والقلق والصراع والإحباط وشعور الفرد بأنه مضطهد قد يكون بعضها أو كلها سببًا في ظهور هذا المرض. كذلك أسلوب التنشئة الاجتماعية الذي تتبعه الأسرة في تربيتها لأطفالها والقائم على الإفراط في اللين والرعاية والحماية ، أو على العكس الإفراط في القسوة والعقاب والتفرقة في المعاملة واللامبالاة والإهمال ونبذ الطفل وخاصة من الأم يعتبر من العوامل في بروز تلك الشخصية .
اما العوامل الوراثية فهي الاخرى لها دورًا في نشوء الانحراف السيكوباتي : ويعتمد أنصار هذا الاتجاه على عدة أمور ( ظهورها في مرحلة طفلية مبكرة ، ووجود عدد أكبر من أفراد عائلة السكوباتي سكوباتن ، وأيضا مقاومة السكوباتي للعلاج ) وقد تمكن العلماء في بريطانيا من تحديد أسباب المشكلة في مورث جيني يدفع إلى الانحراف والعنف وسلوك طريق الجريمة وهو في نظرهم المسؤول عن هذا التحول . فقد وجد الباحثون في الكلية الملكية بلندن وزملائهم في جامعة ويسكونسن الأمركة أن هذا الاكتشاف يفسر جزئيا سبب توجه بعض ضحايا سوء المعاملة وليس جميعهم إلى إيذاء الآخرين عندما يكبرون ويأمل الأطباء في الدراسة التي نشرتها مجلة " العلم " المتخصصة من خلال هذه الاكتشافات تحديد الأولاد والشباب الذين يملكون توجهات سلوكية غير طبيعية ويكونون أكثر عرضة للعزلة الاجتماعية والعمل على تصحيح مسارهم في الوقت المناسب .
ولا زال التفسير بالوراثة له مكانه في تفسير السكوباتة ,الا انها لابد من الإشارة إلى الحقيقة العلمية التالية : وهي أن السلوك في صميمه هو علاقة ديناميكية بين الكائن وبيئته ، وليس من المستطاع أن نتصور الكائن منفصلا عن أسلافه أو منعزلا عن بيئته ، كما أنه ليس من المستطاع أيضا أن نقول أن سلوكا ما يعزى إلى الوراثة فقط أو إلى البيئة فقط ، وتزداد صعوبة التفريق بين العوامل الوراثية ، والعوامل البيئة المكتسبة حيث يصبح من الاستحالة أن نختار العوامل الوراثية أو المكتسبة كلا منها على حدة.
العلاج :
يكاد يستحيل علاج الشخصية السيكوباتية الكاملة. ويرى البعض بأن هذه الظاهرة لا علاج لها سوى العقوبات التي تحددها القوانين والمتمثلة في جملتها في عزل السكوباتي عن المجتمع باعتباره مجرما لابد من حماية الناس من شروره . وقد وضعت انجلترا منذ سنتين تقريباً قانوناً باحتجاز كل من ثبت أنه سيكوباتي لدفع ضرره عن المجتمع لأنه يعيش في هذه الدنيا بمنطق أنا ومن بعدي الطوفان. فالطب يقف عاجزاً تماماً أمام هذه الشخصية.. ومهما بذلنا من اجل هذه الشخصية فجهدنا كله ضائع لا امل في إصلاحه على الإطلاق.. وعبث إن نعطيه الثقة أو الأمان آملين في إصلاحه وذلك لسبب بسيط إن وجدانه ميت ولهذا لا يوجعه ضميره..
بينما يطرح الإسلام رؤية متميزة في التعامل مع مثل هذه الحالات ... فنجد أن الإسلام أجاز استخدام العقاب الرادع لحفظ المال والعرض والدين في المجتمع ،فتبدأ من الجلد والإيذاء الجسمي إلى قطع الأيدي والأرجل والرجم حتى الموت ، وهذا وارد في العديد من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية ، لا تنكيلا بالإنسان الذي كرمه الله بل ردعا للجريمة وترھبا من مغبتھا ؛ فقسوة العقوبة هدفها منع الجريمة لا تعذيب البشر.
يقول استاذ علم النفس علي راجح بركات في جامعة أم القرى : وجدت في قصة الخضر عليه السلام مع نبي الله موسى عليه السلام والطفل الحدث الذي قتله عدة أمور لعلها تمثل تفسيرا معقولاً ومقبولاً قد يصل العلم في يوم ما إلى تفسير دقيق للعوامل النفسية التي تبدو غير ممكن دراستها وتفسيرها علمياً بطريقة واضحة مفهومة .أن الحدث الذي قتله الخضر عليه السلام كان لسابق معرفة أكيدة لديه بأنه سيكون فاسداً ,وهذا الحادثة لم تذكر في كتاب الله عبثاً ، ففيها تشريع قاطع لم نفطن إليه بعد لمنع دابر الفساد عندما يستشري ، وهذا ما يؤكده رسول الله (ص) في حديث صحيح ( في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سُفَهَاءُ الأَحلامِ يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم في الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة ). رواه البخاري في صحيحه / كتاب المناقب / رقم الحديث 2682.
https://telegram.me/buratha