نصيحة أقدمها لداعش لو بقي لهم قلب يفقهون به . أو آذان يسمعون بها أو أعين يبصرون بها ...
في ناحية اليوسفيه لواء المنتظر الذي أسسه السيد داغر الموسوي نائب أمين العام لحركة الجهاد والبناء .., ناحية اليوسفيه تبعد عن بغداد 13 كم فقط , وهي رأس حربة في جنوب بغداد وتقع مباشرة على الخط الدولي , يمكن لتنظيم داعش عزل بغداد عن محافظات الجنوب ... بعد فتوى المرجع الأعلى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي , تحرك لواء المنتظر إلى اليوسفية , ليسجل اكبر ملحمة وطنية { لم يذكرها الإعلام بكل توجهاته , لان اللواء شروكي من البصرة } في الأسبوع الأول من شهر رمضان 1435هـ خلال يومين تمكن البصريون الشروكيه دفع الدواعش إلى منطقة عرب جاسم , وتم تطهيرها بعد أيام , واندفع المجاهدون إلى أطراف منطقة { كرغول } التي يقول السكان عنها إنها لم يتمكن الحرس الجمهوري زمن صدام فك اشتباك عشائري حدث فيها , وذلك لكثافة الأشجار التي تشبه غابات الأمازون , ولا أبالغ إنها تزيد عليها وعورة وكثافة بالأشجار والبزل والأنهار ..
في ليلة الخميس 11/9/2014 قام الدواعش بشن هجوم كبير من ثلاثة محاور لعزل المجاهدين عن مقر اللواء وأبادتهم , كان الهجوم شرسا وقويا , تصدى المجاهدون كما عهدناهم ببسالة عابس وعزيمة مسلم بن عوسجة.. ردوهم على أدبارهم خائبين منكسرين ولم يتمكنوا احتلال موقع واحد رغم زخم الهجوم .. وسأنقلك للحالة التي عشتها وقت الهجوم ...
اتصل احد رؤساء السرايا باقرباءه في الساعة الثانية عشر و ربع يعلمه ببدء الهجوم , دخل المجاهد إلى غرفتنا في مقر اللواء وصاح بدأ هجوم على المتقدم .. اقسم بالله انه منظر لم أرى مثله إلا في تاريخ كربلاء .. يهب المجاهد من فراشه بدون غسل وجهه , يخرج سلاحه من تحت وسادته ويضع قدما في البسطال ويحمل الثاني بيده وهو يركض , ويجر حمالة العتاد ,يركض بدشداشة النوم .. رايتهم يعقدون ثيابهم على وسطهم وبعضهم تقع منه البندقية أو العتاد فيرفعها بسرعة .. رمى الجميع محفظاتهم ونقالاتهم على فراشي .. ولسانهم يلهج بالدعاء .. شيخنا اندعيلنا بالشهادة ... خرجت سيارتان مملوءة بالرجال قلوبهم من زبر الحديد وعيناي تشيعهم وقلبي يتقدمهم بالدعاء والنصر ... صعدت على سطح المقر لأنظر إلى الجبهة وأنا أفكر كيف سيصل هؤلاء الرجال إلى المواقع وقت الاشتباك ..؟ الشوارع ضيقه ومتعرجة ومظلمة والأشجار كثيفة جدا , والدواعش هم أهل المنطقة هناك ... كنت اتصل كل خمس دقائق .. ولكن البشارة جاءت من أبي عماد .. يقول شيخنا تطمن وصلوا الجماعة كلهم وهم الآن ملتحمون مع داعش وبدأ تراجعهم واضحا .نطلب دعاءكم ..
استمر القتال إلى الساعة الثانية والنصف .. وجاءت البشرى لتطمئن القلوب ... لا يوجد عندنا شهداء .. ثلاثة جرحى فقط يرفضون الإخلاء .. ربما سنخليهم صباحا , سالت احد الذين لا يملك سلاحا . قلت له كيف عرفت إنهم سينتصرون وهم في شدة المعركة .. قال شيخنا نحن معدان ووقت { العرك } مع العدو يكون الفرار عيب ومنقصه .. والشروكي ما يقبل بالعيب على عائلته ...
انقل لكم حادثة , عثر احد المجاهدين على نقال في موقع لداعش ..اتصل أفراد المجموعة بالأرقام كلمهم شخص من الطرف الداعشي .. سألهم انتم روافض أبناء ألمتعه محتلين بيوتنا ..؟ قال نعم .. قال سنأتيكم ونفعل كذا وكذا .. قال له الشروكي .. أرجوك قل لمسئولكم إن عددنا في الموقع الفلاني 23 شخص .. وعدد له أنواع السلاح , وقال هذه معلومات خطيرة ومهمة والله شاهد علينا إننا بهذه الإمكانيات ونحن بانتظاركم .. ولكن لي كلمة .. نحن شروكيه من البصرة والآن زعلانين وننتظركم ..أهلا وسهلا .
الذي أنعش قلبي هذا الاندفاع والبطولة النادرة في زمن الانسحابات وترك المواقع بأسلحتها , كما فعلها غيرنا .. ولكن الذي اعتصر قلبي ألما , هو عزوف الفضائيات جميع الفضائيات حكومية وحزبية , صديقة وعدوه من إذاعة الخبر لان لواء المنتظر شروكي ولا ينتمي لتنظيماتهم , فهو خارج المعادلة الجهادية في عرفهم الحزبي ... لا حول ولا قوة إلا بالله ...
الشيخ عبد الحافظ البغدادي الخزاعي
https://telegram.me/buratha