وانا أتصفح الأخبار من خلال شاشة حاسوبي الصغيرة يمر في ذاكرتي مــــــــرحلة الثانوية التي قضيتها في إحـــدى مدارس بغداد حيث كان لا بد من وجود فريق لكرة القدم في كل مدرسة يـجمع نخبة من طلبة كافة المراحل وكان المشرف على فريق كرة القدم في المدرسة احــد مدرسي التربية الرياضية الموجودين في المدرسة وفي حالة تغير مدرس التربية الرياضية يقوم المـــدرس الجديد بتغير تشكيلة الفــــريق لا أكثر الـــمدافع يصبح مــــهاجم وحارس المرمى يصبح مـــــدافع وآخرين للاحتياط وهكذا....
العراق سياسياً يمـــــر اليوم بنفس المرحلة فقد تــــم تغير مدرس التربية الرياضية وجاء مدرس جديد حيث قــــام بتغير تشكيلة الفريق فقط من عضـــــو مجلس نواب الى وزير للوزارة الفلانية والوزير الفلاني من الوزارة الفلانية الــــــــــــى الوزارة الفلانية وكأنه يتعامل مع فريق لكرة القدم لا مصير شعب ومصير امـــــة وهكذا قد قضينا عشرة أعوام عجاف مع نفس الشخصيات وسنقضي أربــــــع سنوات اخرى بنفس الوجوه التي لا تتغير والتي صارت كأنها أقدار مقدرة لا فرار منها.
هناك سؤال مطروح وبشدة هل خلى العراق من رجالات الدولة ومن الكفاءات ومن الشخصيات القادرة على إحـــداث تغير والقادرة على خـــــــدمة الوطن والمواطن ؟ وهل أصـــبحنا لا نمتلك سوى الخمسون شخصية المــــوجودة حاليا والتي تدور من منصب الى أخر ولا تتغير أبدا , هل الأم العراقية عقيم أنـــجبت هؤلاء وتوقفت عن الإنجاب ؟
متى سيشهد العراق ظهور شخصيات جــــديدة قادرة على خـــــدمة الوطن وخـــدمة الوزارات بصورة حقيقيـــة كما يطمح المواطن مـتى سنرى علماء العراق من حملة شهادات البروفسورا والدكتورا والمــتواجدين في دول العالم كافــــة ولــهم انجازات يشــــار لها بالبنان يتـــقلدون مـــــــــناصب يستطيعون من خلالها خدمة الوطن بدلاً من خدمة الدول الأخرى وتحقيق انجازات لوطنهم بدلاً من الأعمار والبناء في دول الخارج ومتى سنرى مثقفي العراق وكتاب العراق يــتقلدون مناصب يستطيعون من خلالها خدمة الوطن بشكل حقيقي وخـــدمة الثقافة العراقية .
توسمنا خيراً بتعهدات( حيدر العبادي ) بأنه سوف يقوم بتشكيل حكومة مبنية على الكفاءات ومبنية على التحصيل العلمي للـــــــوزراء مستنداً على كفاءته وتحصـــيله العلمي وعلاقاته الواسعة وإمكانية اختيار وزراء كفؤ وين , وكــــــــان اخر تعهداته وزراء بدون تحصــــــيل علمي وبدون أدنى كفاءة ولا حاجة الى ذكر الأسماء فهي لا تخفى على العراقيين أبدا.
مـــتى سـنبلغ مرحلة بناء الــــــوطن ومـــتى سنبني دولة الكفاءات التي يطــــمح بها كل مواطن عراقي شـــــــريف وهـــــل سننتظر أربـــع سنوات من الفشـــل في كافة الوزارات وهل سيتغير الوضع بعد الأربع سنوات الحـالية ام سنرى هوشير زيباري وزيراً للصحة وفلاح الزيدان وزيراً للتربية وأتوقع ان يكون المـــالكي وزيراً للدفاع في حكومة( 2018 )
لا اهلا ً ولا سهلاً بأربع سنوات من الفقر والجوع والتعب وتدهور الوضع الأمني والتراجع بكل مفاصل الحياة للخلف.
https://telegram.me/buratha