أمس ضحكنا كثيراً أنا والمدام ونحن نتابع أخبار تشكيل الحكومة العتيدة، ووقوف الجميع يتبادلون التهاني والابتسامات المزيفة ويطبعون هنا وهناك قبلات بائسة في حالة يومية من النفاق السياسي والاجتماعي وعيونهم تترقب، ولم يدهشني وقوفهم لأداء اليمين الدستورية لانهم يعلمون كما نعلم أن لا قيمة حقيقية لها لها، فالوجوه الكالحة لم تتغير،
ولكن الاكثر إضحاكاً هو وقوف ثلاثي النفاق السياسي المالكي وعلاوي والنجيفي وهم يؤدون اليمين ثم يتبادلون التهاني ويرسمون الابتسامات المزيفة وينافق بعضهم بعضاً، وقبل ايام قليلة كانوا يشتم أحدهم الاخر بكلمات بذيئة وسوقية لا يجيدها إلا اولاد الشوارع، ويتبادلون الإتهامات بالخيانة والعمالة والتآمر ومخالفة الدستوي مع كم كبير من التهديدات المبطنة والصريحة، فكيف صار المزيفون القتلة والمتآمرون أخوة وأحبة؟
هم يدركون تماما أن هذه مجرد إجراءات روتينية فالترشيح والقسم تراتيب يقوم بها ممثلون من الدرجة الاخيرة على خشبة مسرح مهترئة، وهم سيلفضون كل ذلك ويبصقون بمناديلهم هذا الاجراءات، ويرمون بهذه المجاملات المزيفة والقسم في سلة المهملات قبل خروجهم من قاعة البرلمان.
الحقيقة أشكر لهم إتاحة الفرصة لنا بالضحك لأننا ندرك أن كل عمليات الترشيح والمناداة على الاسماء والقسم إنما يعتبرها هؤلاء مجرد إجراءات ماكيافيلية في سبيل الوصول الى الكرسي والسلطة، وما يعني هذا وتلك من وجاهة وسطوة ومال وثراء وهذا الاخير هم المهم في العملية كلها، وقد قالها لي صراحة احد الوزراء في حكومة المالكي جاء الى لندن كي يستعرض نفسه أمام الجالية العراقية هنا وخاصة الأكاديميين، وكنا على مائدة شاي حين أقترب مني هامساً وهو يقول: (دكتور رحمة الوالديك إنته ليش منزعج أشو أنته والحمد لله عايش في لندن ودكتور وسمعة وإسم وعِلم، مو كفانا الضيم والقهر أيام صدام، خلي الناس تعيش وتاكل وتوصوص مو شبعنه قهر)!
ضحكت كثيراً وأنا أرى ذات السياسي والوزير السابق في حكومة المالكي ينادى علية في تشكيلة حكومة العبادي فينهض مبتسماً ليجلس مع من نودي عليه سابقاً وهو يوزع إبتاسمة هنا ونظرة هناك، فضحكت ملأ صدري، وقلت هنيئاً لك يا عراق.
مرة ثانية اشكر رئاسة البرلمان وتشكيلة الحكومة ولوسائل الاعلام في أنها أتاحت لنا فرصة نادرة للضحك والابتسام على الرغم من الموت اليومي والاخبار المزعجة على وكالات الانباء، وبعد يوم طويل من التعب قضيته في البحث والتحقيق العلمي ومراجعة عشرات المصادر والكتب.
.............................
أ.د. وليد سعيد البياتي
المملكة المتحدة لندن
https://telegram.me/buratha