كان الناس قد اعتادوا آنذاك على سب الإمام علي عليه السلام من على المنابر لأنهم عاشوا أكثر من ستين عاماً في ظلم الحكم الاموي الفاسد الذي رسّخ هذه العادة في أذهانهم، وجعل منها سنة ثابتة، أي ضعف حكم طاغية عصرنا، ونزيدها أحد عشر سنة، من التخبط، ومحاولة العودة بنا، الى زمن الدكتاتورية، ولذلك كان قرار منع السب بحاجة إلى خطة قوية وأساسية لتطبيقه والعمل به .
كان الخليفة عمر بن عبدالعزيز يعتقد أن الطريق الوحيد للوصول الى هذا الهدف هو الحصول على فتاوى علماء الإسلام الكبار في هذا الشأن، ففكر في طرح خطة تساعده على تحقيق هذا الهدف، فأتفق مع طبيب يهودي وقال له: سأدعو جميع العلماء للحضور في مجلس خاص، وعليك ان تحضر في ذلك المجلس وتطلب يد إبنتي مني في حضورهم .
فسأقول لك: إنّ ابنتي مسلمة ولايجوز لها الزواج من الكافر فعليك أن تجيبني: فلماذا زوج النبي صلى سبحانه عليه وآله وسلم ابنته لعلي عليه السلام، وهو كافر؟ فسأقول لك: لم يكن عليُّ كافراً، فعليك أن تقول: إن لم يكن كافرا فلماذا تسبونه وتلعنونه على المنابر مع أنكم تعتقدون بحرمة سب المسلم وشتمه؟!
وتنفيذاً لهذه الخطة أمر عمر بن عبدالعزيز بترتيب ذلك المجلس فحضر فيه العلماء وكبار القوم من بني أمية، وجرى الأمر كما خطط له، الى ان وصل الى ما قاله اليهودي: لماذا يُسبُّ ويلعنُ علي عليه السلام على المنابر إن لم يكن كافراً ؟!
فطأطأ كل من حضر المجلس من العلماء رأسه خجلاً بعد استماعه لهذا الاحتجاج، فقال عمر بن عبدالعزيز: فليكن لنا قليل من الانصاف، أيجوز سبّ صهر النبي صلى سبحانه عليه وآله وسلم مع كل هذا الفضل والكمال؟ فسكت الحاضرون وطأطأوا رؤوسهم من الخجل . وهكذا نجح عمر بن عبدالعزيز في تنفيذ قرار منع سبّ الأمام علي عليه السلام .
نرى أن الحرب منذ ذلك الوقت هي معارك أعلامية، لأسقاط رموزنا أياً كانت تلك الرموز، وهذا ثمن التصدي للباطل، فقد رأينا كيف عمل البعض على محاولة تسقيط مقام المرجعية إذ كان إستهدافها إعلاميا عن طريق إنتشار الصفحات المسيئة لمقام المرجع والمرجعية، وتم إستهداف العراق نفسه من قبل داعش وهو دولة، ذات سيادة، لها حضارة، وكيان، وتاريخ،وشعب عريق، وخيرات كثيرة،أيضاً إعلاميا بصفحات التواصل الاجتماعي، وبالقنوات المغرضة، وأرادوا إسقاط محافظات كبيرة، إعلاميا.
واليوم نرى محاولات، لتشويه سمعة رجال أبطال، في قمة تكميم الأفواه، نطقوا بالحق، ولم يبالوا، ومنهم الشخصية التي أصبحت ظاهرة في مجتمع مقيد، متعود على نهج الرضوخ والتحمل والصبر،"وأسكت لحد يسمعك" وتعود أن يسمع ناطق بلاده الرسمي، ببغاءً يردد ما تريده حكومة فاشلة، تمتلك كل الأمكانات لتدميره ولتدمير عشرات مثله، أن لم يسلك طريقها، لكنه لا يبالي فقد أخذ عهداً على نفسه أن لا يساوم.
لم يستطيعوا تكميم لسان الحق والضمير الناطق"أبو كلل" لقد هددوه وتقولوا عليه، لكن لم تنفعهم أقاويلهم، لا داعي لأطيل الشرح عن "بليغ مثقال أبو كلل" فتأريخه ناصع؛ ومعروف؛ وعائلته بمنأى عن التعريف؛ وأخلاقه؛ يعرفها البعيد قبل القريب؛ وتواضعه ملموس؛ وغيرته على الوطن والشعب الذي عانى وقاسى؛ لا ينافسه فيها أحد؛ وحرقته على الدين والمذهب لا تحتاج تبريرات، يكفي أنه أبن النجف الأشرف، فقط أذكر أنه ظاهرة، أجتماعية؛ سياسية؛ ثورية؛ قل نظيرها؛، وأتت في وقت لم يتوقعها أحد، لكن هناك نهج يتبع ضد كل شريف" كذب كذب حتى يصدقك الآخرون " ستظلون تنزلون للحضيض بأستهدافكم أيها التافهون .
https://telegram.me/buratha