هذا الوصف أتى على لسان النائب بيان جبر ، عندما وصف السيد عمار الحكيم، دلالة على الجهد المبذول من قبله في تشكيل الحكومة الجديدة،فالداينمو هو الذي يولد الكهرباء وبالتالي يحرك الساكن، ويشغل المتوقف، فبعد أن وصل الأمر إلى طريق مسدود ، لتمسك رئيس الوزراء السابق بالولاية الثالثة، والرفض الداخلي من قبل الشركاء في الوطن(السنة والاكراد)، وعدم قبول ورفض المحيط الإقليمي، والإطراف الدولية وخاصة الغربية التي ربطت مساعدة العراق في محاربة الإرهاب بتغيير الحكومة ،
ولا ننسى لطلب المرجعية ودعوتها للتغيير الذي كان تلميحا في السابق لكنه صار تصريحا واضحا ، حتى استجاب له بعض أطراف حزب الدعوة وسكوت ناخبيهم بعد تيقنهم من طلب المرجعية وإنها خير من ترى مصلحة البلاد والعباد،فلاقى تشكيل الحكومة الجديدة ترحيبا واسعا داخليا وإقليميا ودوليا، حكومة وطنية تمثل كل الطوائف وتحضا بالمقبولية الواسعة .
هناك تحديات كبيرة تواجه هذه الحكومة، فالإرهاب والعنف الطائفي كالسرطان الذي يفتك بجسد ووحدة الشعب العراقي منذ فترات طويلة لكنها ظهرت للعلن وبشكل مخيف بعد سقوط نظام صدام، الذي تم تغذيته والنفخ في قدره الذي يغلي داخليا من بعض الساسة المتصيدين انتخابيا بالعواطف الطائفية، والدعم الإقليمي والدولي للارهابين والقتلة، الذين ساهموا في إشاعة الفرقة والتناحر، فخطر (داعش) الذي وضع اليد على أجزاء واسعة في غرب العراق، واخذ يقوم بتطهير عرقي وديني ومذهبي،ويرتكب مذابح وفظاعات خارج كل القيم الدينية والإنسانية، خصوصا وان نصف سلاح الجيش العراقي وقع في يدها خلال سيطرتها على الموصل وتكريت، ومشكلة النازحين التي أصبحت من المشكلات العويصة التي تواجه الدولة، وصعوبة حلها بدون عودتهم لمدنهم ومنازلهم ، وإمكانية إيجاد سكن بديل، والمحاصصة الحزبية التي تقف بوجه الإصلاحات الحكومية ، فمثلا الترشيق الذي دعا إليه رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي، وعدم ترشيح الأشخاص السابقين الذين أثبتت المناصب السابقة فشلهم، وذكرت المرجعية إن استيزار شخوص سابقة سوف يولد الندامة، والموازنة وصعوبة إقرارها في الوقت المناسب لاعتراض الأطراف السياسية على بعض بنودها، والمطالب والسقوف العالية التي تطالب بها الكتل السياسية ، لاسيما تحالف القوى الوطنية التي تشترط شروطا وضمانات دولية واممية وبرنامج حكومي واضح، والتحالف الكردستاني والمادة 140 والمناطق المتنازع عليها ، وتصدير النفط من الاقليم ، وكل هذه الامور يراد لها ان تحل في عشرة ايام!!،
اضافة وجود عناصر التقسيم التي تضغط بقوة ، فالمشروع منذ سبعينات القرن الماضي مطروح وعلى لسان هنري كيسنجر، وتم اعادته على لسان نائب الرئيس الامريكي جو بايدن 2007 واليوم يتزامن طرحه مع جهود تشكيل الحكومة الجديدة، وهناك اطراف لاتؤمن بالعملية السياسية برمتها وهي سوف تبقى تخرب وتفجر حتى ولو تم تنفيذ جميع المطالب، والتاساؤل الذي يفرض نفسه ما هو الضمان بعد تقديم كل هذه التنازلات للاطراف الاخرى في الوطن من اجل الحفاظ على الوطن من التفكك والتقسيم والمواطن من التشرد والتهجير، على عدم استمرار الذبح والقتل والتفجير واستهداف الابرياء .
فينبغي دعم السيد عمار ومن يريد الخير للعراق في تشكيل الحكومة ، والا فان البلد ماضي الى التقسيم والفوضى والحرب الطائفية، من خلال المصالحة الوطنية بين الكتل السياسية والمجتمعية والعشائرية، خصوصا بعد جريمة سبايكر التي شاركت فيها بعض العشائر في تكريت، وإعادة العلاقات المقطوعة والفاترة وغير الفاعلة مع المحيط الإقليمي، وإنشاء بيئة عراقية واسعة رافضة للتطرف ،وهذا الدور تقوم به المؤسسات الإعلامية ومنظمات المجتمع المدني التي ينبغي ان تنشط في الفترة الحالية، ورجال الدين المعتدلين ، فالمتشددين هم من يرمون الزيت على النار، والقضاء على البطالة باستقطاب الشباب للوظائف الحكومية والقطاع الخاص ، وعدم تركهم لقمة سائغة بيد الإرهاب وأعداء العراق، ودعم الجيش العراقي من كل طوائف الشعب العراقي، لكي ننجح في تشكيل الحكومة ومن بعدها في الاستقرار الامني والتطور في جميع جوانب الحياة ونكون نت الدول الديمقراطية التي تحكمها المؤسسات وليس الاشخاص.
https://telegram.me/buratha