بهذه العبارة ختمَ رئيس وزراء إيطاليا كلمته خلال زيارته الى العراق .. .مبديا فيها رأيه و إعجابه وتقديره لمواقف سماحة السيد السيستاني الكبير.. وقال " إنّ الغرب إستطاع أن يتعرّف على الصورة الحقيقية للإسلام من خلال فتاوى المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني " وبالمناسبة هذه ليست المرة الأولى وليس هذا أول مسؤول عالمي كبير يصرّح ويعلن للملأ بإنسانية ومواقف السيد السيستاني ؟ بل سبقه الكثير من السياسيين الدوليين الكبار وعلماء ورجال ثقافة وأدب ..أجمعوا على أن السيد السيستاني هو نقطة الضوء في نفق التطرّف الديني المظلم الذي شوّه الإسلام وقيّمه... وعندما يُوجَد في عالمنا الإسلامي المشوش بالإفكار المتطرّفة والمعادية للإنسانية ..إبنٌ بارٌّ للإسلام بحجم السيد السيستاني... فيعني هذا أن الإسلام لازال بخير وأنه يُعلى ولايُعلى عليه ... وأن إجماع العالم المتحضّر على إنسانية السيد السيستاني على أنه هو الممثل الحقيقي للنموذج الإسلامي الذي يمثّل الإعتدال ..فهذا بحد ذاته يعدُّ مكسباً حقيقيا ثميناً للإمة الإسلامية جمعاء بغض النظر عن إختلافاتها في العقائد والمذاهب ..! وليس للسيد السيستاني ..لأنه ببساطة ليس بحاجة الى هذا المدح ولاينتظره من أحد ؟ فهو يعمل وفق مايمليه عليه واجبه الديني وماتمليه عليه مبادئه الإسلامية التي ورثها عن الرسول الأمين وأهل بيته الأطهار ، ويؤدي رسالته الدينية كما أمره الله تعالى ...ولكن هل أداء الرسالة كما يقتضيه تكليفه الشرعي هو على درجة من اليسر والسهولة ولايحتاج الى مجاهدة كبيرة للنفس ؟ أبداً ...لو كان كذلك لنجح غيره ووفق الى ماوفّق إليه ...
وقد حاول البعض أن يتخذ من رجل الدين الفلاني مرجعا لهم كالسيد السيستاني فألبسوه عدة العمل وأضفوا عليه هالة من الألقاب والقدسية ... وطبّل له الإعلام العربي النزيه و(غير الطائفي) وألتف حوله الحرّاس والمساعدون لعلهم يخلقون منه عظيما يحظى بإلتفاتة من العالم كما هو المرجع الديني الأعلى للشيعة ! ولكن ما إن نطقَ وأفتى حتى بانت سوءتُه وغلبت عليه طائفيته وسقط فى هاوية التطرّف ! فلقد كانت فتواه تحريضية عبارة عن شتم لطائفة عراقية كبيرة وطعن بإنتمائهم الوطني ودعا لقتالهم ! فتحوّل من مرجعٍ دينيٍ يُفترض به ان يدعوَ الى الوحدة ونبذ التطرّف ...الى داعية قتل وسفك دماء ! فأين هذا المنطق من منطق الذي يقول لاتقولوا إخوتنا السنّة بل قولوا أنفسنا ؟ لذلك يبقى السيستانيُّ كبيراً يحظى بإحترام العالم وكبار قادته ...وسيخلّده التأريخ الأنساني والإسلامي على مواقفه النبيلة وفتاويه التي مثّلت حقيقة الإسلام الذي رسّخ قواعده محمدٌ صلى الله عليه وآله وسلم.
وقليلٌ هم الكبار في عالمنا الإسلامي القديم والحديث ... الذين خُلّدوا لمواقفهم العظيمة ...ووفقوا لأداء الرسالة الإسلامية وفق المنهج الأصيل ...ولكن ثمّة مَن يتساءل لماذا جميع رجال العالم الكبار الذين يُشيدون بمواقف المرجع الأعلى السيد السيستاني هم من غير المسلمين ؟ ولم نسمع عن عالم ديني سني كبير أو مؤسسة إسلامية سنيّة كبيرة أو منظمة المؤتمر الإسلامي التي تضم 57 دولة لم نسمع من هؤلاء جميعا موقفا إيجابيا أو رسالة شكر واحدة للسيد السيستاني على مواقفه ؟ بل إحيانا نسمع العكس منهم ! الإتهامات والإساءات لمقام المرجعية الشيعية ! ولو أن السيد ليس بحاجة لإشادتهم كما ذكرت في اول الحديث ولكن فقط لمعرفة التباين في المواقف والإطلاع على مستوى العقول التي تقود هذه الأمّة المغلوبة على أمرها...والسبب معروف لايجهله أحدٌ ...أمّا غير المسلمين من رجال العالم (وبعض المسلمين كأفراد حتى لانجانب الإنصاف ممن تحرروا من عقد الماضي) فهؤلاء ينظرون الى الأمور بعقلٍ مجرّدٍ من القيود العقدية ولايخضعون لموروث سلفي يحول بينهم وبين الرؤية الحقيقية لما يجري حولهم .. هؤلاء ينظرون بعين الإنصاف فهم ينتمون الى مذهب المنصفين وليس للمتطرفين ...لذلك قرأوا مواقف السيد السيستاني وفهموا معانيها ..وهذه هي سنّة الأحرار يتعاملون ويتفاعلون مع ماينفع الإنسانية بغض النظر عن مناطق الإختلاف بينهم وبين أبطال هذه المواقف .. حفظ الله السيد السيستاني وتحية للأحرار المنصفين في هذا العالم الكبير.
https://telegram.me/buratha