المقالات

تحديات ما بعد الحكومة

1142 21:09:05 2014-08-26

بصورة راديكالية غير متوقعة , وتوضح مدى قوة الإطراف المستهان بهم سابقا ً , تم تكليف حيدر ألعبادي بصورة غير منتظرة وغير متوقعة لتشكيل حكومة شراكة وطنية , تعيد القطار إلى سكته التي غادرها منذ زمن .

التحديات كبيرة وكثيرة , انهيار هيبة الدولة , انتكاسة الجيش في الموصل , شخصنة السلطة , النازحين , تنامي دور المليشيات وأصبحت بديلا ً للقوات النظامية , عودة شبح عسكرة المجتمع " بلد الثكنة العسكرية " , وتنامي الثقافات الفرعية على حساب الثقافة الوطنية , وهذه المشكلة لم تظهر بين ليلة وضحاها بعد سقوط الموصل , وإنما ظهرت بمجرد السماح بالتعددية الحزبية في العراق الجديد , حيث نشأت الأحزاب تعبيرا ً عن الطوائف والقوميات والقبائل , وبديهيا ً إن لكل حزب إيديولوجية خاصة به , ونتيجة الخوف من الأخر , انغلقت الأحزاب على نفسها , وتبعا ً لذلك الجماهير انضوت تحت هذه الأحزاب وتبنت هذه الثقافات , وأصبحت دين تدين به ِ , لان الكردي يرى النجاة في التحالف الكردستاني , والسني يراها في العراقية والان في متحدون , والشيعة كل ُ يغني على ليلاه , حيث توزعت الجماهير الشيعية بين الأحرار والمواطن والقانون وبقية الكتل الشيعية الصغيرة , وأهُملت الثقافة الوطنية نتيجة لذلك , وبعد تشبع الجماهير بالأفكار الحزبية المنغلقة والناتجة تحت تأثير المصالح الحزبية الضيقة , أصبحت تنظر لكل من ينادي بالطيف الوطني العام على انه خائن , ولا يريد مصلحة أهله .

ثقافة وطنية ضعيفة , ثقافات فرعية متنمرة , فقدان المؤسسات الوطنية , وتنسيب كل وزارة أو هيئة إلى كتلة بذاتها . 
كل ذلك أوجد مجموعة من التناقضات الصارخة في النسيج الاجتماعي الذي هو أصلا ً يعاني من التمزق منذ 2006 , إضافة إلى مجموعة من التناقضات السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية التي ترسخت وامتدت جذورها إلى أعماق المجتمع العراقي . 
وهذا يضع تحديات كبيرة وصعبة جدا ً إمام الحكومة القادمة , فهل ستُخرج عصا موسى وتحل كل ذلك في أربع سنوات , أم أنها ستقف مكتوفة اليدين ولا تستطيع إصلاح ما أفسده الاخرون ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك