المقالات

التشكيلة الوزارية المرتقبة واشكالية المطالب التعجيزية

1302 00:21:47 2014-08-26

تشكل الوزارات في كل حكومات العالم_ وعلى تنوع واختلاف وتعدد أتجاهاتها ومتبنياتها وايديولوجيات ومسميات الأحزاب والكتل المكلفة بتشكيلها_ خلية عمل متجانس مترابط يبدأ متخصصاً محدد الصلاحيات وفق برنامج متفق عليه وخطط مرسومة، وينتهي الى نتيجة واحدة وهدف مشخص الا وهي بناء نظام وطني قوي متماسك يحرص على تقديم أفضل الخدمات لجماهيره ويسهر على رفع مستواها المعيشي وأحلال الأمن والرخاء بعد حل الأزمات وأزاحة المعوقات، كما يسعى جاهداً للنهوض بمقومات الدولة المتحضرة سياسياً وأقتصادياً وأجتماعياً في كل مفاصلها وعلى كافة المستويات الداخلية والخارجية والتي بدورها تعزز مكانة الدولة في المنظومة العالمية وترفع مكانة البلاد وشعبها الى المصاف اللائق بين الأمم وترفع ثقة الجماهير بالحزب أو الكتلة القائمة على تشكيل تلك الحكومة. 
للوهلة الأولى_ وبفعل النشاط التخصصي الطاغي على عمل كل وزارة_ تبدو الوزارات وكأنها مستقلة أستقلالاً تاماً عن بعضها ولا ترتبط أي وزارة بوزارة أخرى لا من بعيد ولا من قريب. والى حد ما يكون هذا التصور صحيحاً، ولكن في مجال التخصص فقط لا غير.
فتشكيلة الحكومة_ التشكيلة الوزارية_ لاتختلف عن تشكيلة أية فرقة عسكرية فقد يؤدي(الضعف والخلل في أحد أجنحتها الى فشل كامل في أداء تلك الفرقة حتى وأن كانت تحت قيادة(رومل أو نابليون أو مونتغمري)!.


فلنركز أذن على وزارات عملية التغيير... وزارات المرحلة الأصعب في تأريخ الوزارات العراقية المعاصرة.
فبدءاً بالوزارة التي شكلها مجلس الحكم وترأسها الدكتور أياد علاوي ومروراً بالوزارات التي تشكلت على ضوء نتائج الأنتخابات ورأسها الدكتور أبراهيم الجعفري وأنتهاءً بالوزارتين اللتين تشكلتا برئاسة السيد نوري المالكي، في كل تلك التشكيلات وخلال اربع سنوات ونيف من الشهور لكل تشكيلة لم نشهد غير التراخي في الأداء، والتهاون في التنفيذ، وشيوع ظواهر الفساد الأداري والمالي، والضعف والتفكك في مفاصل المؤسسات والمديريات والهيئات المنبثقة عن تلك الوزارات ،والفشل المتكرر في رسم الخطط ووضع البرامج ،وتنفيذ المشاريع. ناهيك عن تفشي حالة التنافر والتباغض وتقصي العثرات بين مسؤولي وملاكات تلك الوزارات، وابتعادهم عن روح العمل الجماعي والخلية الواحدة ،والتي تحتمها حراجة المرحلة، وتتطلب أعتمادها حالة الفراغ والفوضى، وأنعدام الخدمات ،التي أفرزتها عملية أسقاط السلطة السابقة وما تبعها من تداعيات وتراكمات ومخلفات!.
ومع كثرة وتعدد الوزارات ظلت العملية السياسية تراوح مكانها وازداد تردي الأوضاع سوءاً وتدهوراً وعلى كل المحاور خاصة الأمنية والخدمية، حتى بدا وكأن الجميع يعملون تحت شعار:( كل يخرب من موقعه)!.
وبدلاً عن معالجة العجز بتكثيف وتفعيل عمل الوزارات، وشحذ همم ملاكاتها وتعاون مؤسساتها، شرعت أكثر من كتلة بسحب وزرائها من التشكيلة الحكومية لتحدث فراغاً هائلاً ونقصاً يضيف لمشاكل الحكومة أزمات وأزمات، ويزيدها عجزاً وأعباءً ثقيلة!.
والغريب في الموضوع سكوت المسؤولين في رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ورئاسة البرلمان ،وتماهلهم في سد الفراغ وأشغال الوزارات الشاغرة التي بلغت ست عشرة وزارة في بعض الاحيان ،وترددهم طيلة كل هذه الشهور الأمر الذي أدى الى تفاقم الأزمات واستعصائها على الحلول مع وجود وتوفر أكثر من بديل سواء على مقاسات ومشروطية المحاصصة ،أو حسب ضوابط التكنوقراط المستقلين!.
يبدو أننا لازلنا أسرى عقد التسلط وتراكمات الحقب السود برغم جسامة التضحيات التي أفترشت خارطة العراق،

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك