تحت عنوان " لماذا تنازل الشيعة عن المالكي بدون مقابل " ساق الكاتب المحترم مجموعة مغالطات وتهم بحق الشيعة ومرجعياتهم الدينية والشيعية وتوجيه إهانة الوعي الشيعي .
المقال فيه تجني على الحقيقة والقفز على الواقع ويبرر للمالكي أخطاءه وارتكابه الكثير من الحماقات وتهميش بني جلدته واحتكار السلطة لحزبه الفاسد ،.
ان تنحي المالكي او عزله لم يأتي بناءا على ضغوط سنية او ان الكتل الشيعية كانت خاضعة لأجندة أعداءهم وقبلوا بتنحي المالكي ،،
هذه من اكبر المغالطات التي يسوقها المالكي واتباعه من اجل استمرار سلطة الحزب الواحد والتشبث بالمناصب ،،
ان الشيعة تعلموا من دروس التاريخ ولو نسبيا لذلك فان تصوير عزل المالكي او تنحيه بانه انتصار للمكون السني او الكوردي فيه تحوير للحقيقة ولا يختزل الواقع والمعطيات التي أدت الى مثل هذه النتيجة ..
لابد من تمييز بين أمرين :
الاول ان المالكي كان عالة على الشيعة وبسببه وصلت أوضاعهم في عهده المشؤوم الى أسوء ما شهده العراق بعد قيام الدولة العراقية الحديثة ،،
التفجيرات وعمليات القتل والإبادة الجماعية للشيعة وصلت ابان حكمه الى حد لا يطاق وتخطت الأرقام القياسية ..
الفساد والمحسوبيات والرشى بلغت مبلغا لم يبلغه اي بلد في العالم حتى اصبح الفرد الشيعي لا يامن حتى على نفسه وماله وبيته وكل حياته وتم تدمير البنى التحتية بشكل ممنهج ساهم فيه حزب الدعوة بشكل كبير ،.
الجيش العراقي تحول الى جيش فاشل بفعل سياسات المالكي الحزبية وإهماله العقيدة العسكرية لمثل هذه المؤسسة الأمنية وتحويلها الى مرتع للارتزاق وبيع الرتب والمواقع بأثمان يقبضها الفاسدون والمفسدون الذين عينهم المالكي والاغماض عن مفاسدهم لكسب ولائهم ..
الامر الثاني:
ان السنة لن تنتهي مطالبهم ولا أعمالهم الإرهابية بحق الشيعة بقبولنا باستمرار المالكي في الحكم فهم سوف يستمرون في مواقفهم وإجرامهم واحتضانهم لداعش لشذاذ الآفاق ولن تتوقف سيارات المفخخة الحاقدة في استهداف مدننا وجوامعنا واسواقنا ومقدساتنا بل ستزيد تحت هذا العنوان وبقاء المالكي ، وأساسا ماذا فعل المالكي حتى يقلل ولن نقول يوقف تلك الأفعال الإجرامية والعمليات الإرهابية التكفيرية ؟؟
لم يفعل شيئا بل أمد من عمر الارهاب وضاعف وجودهم وانتشارهم وفقد الشيعة نصف العراق في عهده ، عدى ان قبول مثل هذه المقولة وربط تنحية المالكي بمطالب يقبل بها السنة والكورد للشيعة يعني فيما يعني ان المالكي يجب ان يبقى حاكما مدى الحياة والقبول لحكمه الفاسد كون انه شيعي وانه (صامد) في وجه السنة والكورد وابتزازاتهما،، هذا ضرب من الجنون وتبرير سخيف وقمة الجهل وتسويق لنظرية " القائد الضرورة "..
ان التفريق امر مهم بين مطالب الطائفيين والدواعش السنة وما ينادون به من اجل العودة بالعراق الى المربع الاول وبين ما يريده الشيعة من المالكي او كانوا يريدونه منه حتى وان تقاطعت النتائج والمواقف من حيث عزل المالكي وإنهاء حكم .
شاه ايران كان شيعيا القوميين العرب كانوا يكرهونه والقوميين الإيرانيين كانوا يعشقونه فيما المتدينيين الشيعة ومراجعهم كانوا يحاربونه وهنا تقاطعت المصالح بين القوميين العرب وبين الشيعة الذين طالبوا بإسقاطه وفعلا اسقطوه بقيادة الراحل الامام الخميني ق س وقد حقق الطرفين مكاسب مهمة الا ان مكاسب الشيعة الإيرانيون كانت الأكبر واهم رغم بروز سلبيات استفاد منها القوميون العرب ..
من هنا فان مغالطات اتباع المالكي كبيرة عندما ربطوا مصير الشيعة ومستقبلهم بشخص المالكي وطالبوا مخالفيه من الشيعة بفرض شروط على من تقاطعت مصالحهم مع الشيعة في تنحيته مثل السنة والكورد دون الأخذ بعين الاعتبار تداعيات مثل هذا الموقف تلك الشروط فيما لو تعند الجانب السني والكوردي ورفضا تلك الشروط واستمر المالكي في الحكم وتشبثه بالسلطة وما يترتب على ذالك من تفاقم الأوضاع الأمنية وانهيار البلاد اكثر واكثر وانتشار الارهاب والدواعش ووصولهم الى إقليمنا الجنوبي الشيعي الامن نسبيا .
في الختام ان الشيعة قد وضعوا سابقة في تاريخهم النضالي والجهادي في انهم لن يقبلوا باي حاكم جائر حتى وان حمل اسمهم وادعى التشيع ،،
فهم عندما يرفضون الحاكم الشيعي الفاسد والظالم فانهم في ذات الوقت لن يقبلوا ان يتنازلوا عن حقوقهم للخصم الطائفي ولن تعطيهم مرجعيتهم الرشيدة إعطاء الذليل ولن تقر لهم إقرار العبيد بل سوف يستمر الشيعة في مقاومتهم للإرهاب والدواعش وحاضنيهم وهذا ما أكده خطاب ممثل المرجعية في كربلاء و رفضه اي رفع لسقف المطالب الظالمة للسياسيين السنة والكورد وهذا ان دل على شيء فانما يدل على تنبه المرجعية الشيعية لخطر تلك المطالب ووعيها الثاقب لما يخطط له الطائفيون وعكس ما يتصوره ويسوقه اتباع المالكي ومؤيديه وحزبه الفاسد وسوف تتخذ ذات الموقف اذا سار العبادي على نهج المالكي وفساده ولم يحارب الارهاب والفساد كما يجب .
https://telegram.me/buratha