المتابع لأوضاع العراق والمنطقة يستبشر بحراك سياسي جديد وتغير في المعادلة الدولية اتجاه الارهاب والدول الداعمة له خاصة بعد صدور قرارات مجلس الأمن الأخيرة التي تدعو الى محاسبة هذه الدول والعمل على تعاون دولي مشترك للقضاء على الارهابيين .
هذا ما كنا ندعو اليه ونتمناه في مد يد المساعدة للعراق والدول المكتوية بنار الارهاب مع الابقاء على حالة من الشكوك والتساؤلات عن الثمن المراد منا دفعه هذه المرة ؟ وهل سننجح في تكوين تحالف دولي حقيقي ضد الارهاب ينتشل العراق من هذه الأزمة ويوحده ويعيد اليها استقراره ؟ لا شك اننا أمام قرارات مصيرية صعبة و ارادة سياسية مصادرة تحاول اثبات مصداقية الواقع الانتخابي تحت حماية المحتل الأمريكي وقرارات الكونغرس الأمريكي وضغوط اللوبي الصهيوني !
كمراقب سياسي لا أرى في الافق الا مزيدا من الدمار والانقسام والتشرذم وان ما تسعى الادارة الأمريكية في العراق وسورية والمنطقة ينذر بدمار واسع وتخبط واضح واصرار مستحيل لتنفيذ مشروع بايدن التقسيمي وهو تنفيذ خاطئ في الزمان والمكان و تكرار للفشل السابق !! ..
ان ما عمدت امريكا اليه في اشعال الفتنة في المحافظات الغربية و إسقاط الموصل بواسطة عملائها ما هو الا خارطة طريق لعودة العراق الى الفلك الامريكي ودخول المحتل من الباب العريض بعد خروجه من الشباك مكرها ، وبارادة عراقية وقرارات أممية !! .... انه تكريس للاحتلال المباشر منذ اسقاط النظام البائد الى يومنا هذا وللأسف الشديد سيستمر هذا المسلسل الشرير بتدخل عسكري أمريكي آخر مباشر في سوريا بالتزامن مع التدخل الأمريكي الحالي في العراق بحجة تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي الأخيرة المطالبة بملاحقة الارهابيين في العراق وسوريا وستكون هناك ذرائع سياسية مختلقة لضرب نظام الرئيس السوري بشار الأسد واضعافه وتغير المعادلة العسكرية على الأرض ومحاولة اسقاط النظام لفسح المجال لما يسمى بالقوى السورية المعتدلة بالدخول الى دمشق والسيطرة على سدة الحكم وعندها ستكتمل فصول المؤامرة الأولى بالتقسيم المحتمل في العراق وسورية وبعدها سيتم الانتقال الى المرحلة الثانية في تصفية الحسابات الأمريكية مع الدول الخليجية المصدرة للارهاب العالمي والتطرف الديني المعروف بالسلفية الوهابية والتي ستشهد من الصراعات والنزاعات القبلية والدينية ما لم يشهده العراق وسورية معا لوجود أرضا ومترعا خصبا غدته ثقافة التكفير ومصادرة الآخر في الكتب المدرسية والمعاهد الاسلامية المتطرفة منذ نشوء هذه الدول حتى يومنا هذا !! هل سيحدث ذلك ؟ هذا ما لا نتمناه ونحذر من وقوعه ..
https://telegram.me/buratha