الحقيقة التي لايريد البعض من سياسيي العراق أن يفهمها ويدرك خطرها بل يحاول أن يطمسها ليضلّل أبناء طائفته ويوهمهم بأنّ المستهدف غيرهم ... الصفويون أو الرافضة الشيعة كما يحلوا لهم تسميتهم ..أمّا أنتم في مأمنٍ من بطش الإرهابيين...هذا الأمر أدى الى خلق حالة سلبية عند قومهم ..وهي قبول التعايش مع القتلة الغرباء ..بل ذهبوا الى أبعد من ذلك حيث تحول بعضهم الى حاضنة للإرهاب وداعم له.. بسبب هذا التضليل الطائفي من سياسييهم وبعض رجال دينهم من فرسان المنابر وخطباء الجمعة !
لذلك عندما دخلت كلاب داعش الى الموصل وجدوا التسهيلات والترحيب من اهلها كأنّهم دخلوها فاتحين وليس غزاة دنّسوا أرضها ..فرح الجميع بدخولهم بدون إستثناء وتبادلوا التهاني والتبريكات بخلاصهم من النظام الصفوي ! ورحبوا بالداعشيين ترحيبا شديدا شهده العالم أجمع من خلال شاشات التلفزة ومواقع الإنترنيت ! حتى إنضم الى جوقة المطبلين والمرحبين من هم شركاء في العملية السياسية واعتبروه حراك شعبي وثورة بيضاء يقودها أبناء المحافظات المنتفضة !!! ولم يقلق ويخشى هذا الفتح المزعوم... إلا المستهدفون الذين إتهموا بالرفض والكفر وهم الشبك والتركمان الشيعة فشعارات داعش ومؤيديهم في الموصل توحي بذلك...ولكن أصحاب العقول النظيفة والتي لم يلوّثها الموروث الطائفي البغيض أدركت منذ الوهلة الأولى أن هؤلاء لاأمان لهم ولم يُستثنى أحدٌ من شرّهم ... وسوف تنقلب هذه الأفراح الى بكاء وصيحات إغاثة عاجلا أم آجلاً.. وذلك ماحدث فعلا وصمت المطبلون والشاتمون والشامتون بحكومة الصفويين... صحيحٌ أن السنّة لم يتعرّضوا للقتل والذبح المجاني مثل ماتعرّض له الشيعة ...لكنّهم تعرّضوا للقتل المعنوي وقبلوا به.. فلقد ذبح فيهم الإرهابيون مروءتهم وأفسدوا غيرتهم عندما أمروهم بختان نساؤهم وقتل الأبرياء وتعاونهم مع الإرهابيين ضد جيرانهم من المسيحيين والشيعة والأيزيديين .. ألبسهم الإرهابيون ثوب الخيانة بحق أبناء شعبهم ووطنهم ...
ولعمري أن هذا لأشدُّ إيلاماً من الذبح الفعلي ! وإذا كانوا يظنون أنهم نجوا من الموت ...فلاأظنهم نجوا من عار التأريخ الذي سيلاحقهم جيلا بعد جيل ...الأيدي القذرة التي إمتدت وشاركت في تصفية 1700 طالب بريء ستلوث وجوه عشائرها وطائفتها وسوف لن تنسَ الأجيال جريمتهم وستبقى رقعة سوداء على جباههم تشهد على خيانتهم وتواطئهم مع الإرهابيين .كذلك الذين دخلوا بيوت المسيحيين واليزيديين والشبك وسرقوا أموالهم وممتلكاتهم سيعيشون أسرى عارهم بفعلتهم الدنيئة ...
أما القرى العربية السنية التي تحاصر ناحية آمرلي منذ اكثر من شهرين هذه القرى التي يتجاوز عددها 36 قرية قد سخّرت أبناءها لتنفيذ أوامر الداعشيين القادمين من بلدان شتى ضد أبناء وطنهم في ناحية آمرلي لأنهم يختلفون معهم في المعتقد ! هؤلاء الشراذم إذا كانوا يعتقدون أن فعلتهم الخسيسة هذه تنجيهم من داعش .. فهم واهمون بل أغبياء وجبناء .. إذا ظنوا أنهم في مأمن من داعش ؟ يستخدمونهم لقتال الشيعة في ناحية آمرلي ثم بعدها يامرونهم بجلب نساؤهم ليشاركن في جهاد النكاح !
فهل بعد هذا الذلِّ ذلّ ؟ وهل سيقتنعون بقولة رجال دينهم وسياسييهم الطائفيين بأنهم غير مستهدفين ؟ بالأمس دخلوا في مسجد مصعب بن عمير في ديالى وقتلوا العشرات من المصلين السنة فيه لأسباب أقتضتها مصالحهم السياسية المرسومة لهم... فهل يُدرك أبناء السنّة مخطط هؤلاء المجرمين ؟ أم لازالت شعارات نصرة السنة ومحاربة التهميش تعشعش في عقولهم ؟ وأود أن أختم هذه الخاطرة بسؤال وهو: ماذا لو كانت آمرلي سنية يحيط بها 36 قرية شيعية هل بقت محاصرة ؟ أجاوب على مسؤوليتي لا والله ماتبقى محاصرة ..لأن هذا الأمر لايستقم وخلق أل البيت عليهم السلام !
فحسبكم هذا التفاوت بيننا...وكل إناء بالذي فيه ينضحُ .
https://telegram.me/buratha