ناحية آمرلي المدينة التركمانية التي قدمت صورةً ناصعة بيضاء لطهارة العراقي النجيب الغيور على عرضه وأرضه ، صورة أذهلت العالم وأنسته الإلتفات الى معاناتها الإنسانية من جوع ونقص في الماء والدواء وكل مايتصل بحياتهم اليومية ! إنشغل الإعلام العالمي بسرّ صمود بضعة آلاف بوجه أعتى وأقبح خلق الله ولمدة تجاوزت الشهرين ! فيما لم تصمد أمامهم مدنٌ تجاوز عدد سكانها المليوني نسمة... مُحاطة بالجيوش والسلاح ! الأمر الذي أثار دهشة وإعجاب المراقبين والمتابعين للشأن العراقي الذي عرف عنه تهاوي مدنه وقراه الشمالية الواحدة تلوَ الأخرى أمام مجاميع عصابات داعش ! ترى ماذا يعني هذا الصمود وهذه الشجاعة والتحدي عند إهل هذه المدينة الصغيرة ؟
مالسرّالذي دفعَ رجالها ونساءها وأطفالها أن يتخذوا قرار الصمود وأن لايهنوا ولايذلّوا أمام جرذان داعش الأغراب ومعهم الخونة من عشائر القرى المحيطة بهم الذين عملوا قوادين للشيشاني والباكستاني والافغاني وغيرهم من أعراب منافقين على أبناء وطنهم ! كيف قرروا أن يتصدوا بكل بسالة وإصرار حتى ينالوا النصر أو الموت بعزٍّ !؟ لا يمكن لشعب صغير أن يتخذ هكذا قرار وبالإجماع أمام كل إشاعات التحدي والتخويف والترويع التي يبثها تنظيم داعش والمتعاونون معه لولا طهارة سريرته وصدق عقيدته وخلوّ مدينته من الخونة ...وهذا هو سرّ بقاءهم مرابطين صامدين ! فالخيانةُ هي التي تقود العدو الى دخول البلاد بسهولة وإذلال إهلها ..
ولقد شاهدنا كيف دخلوا مدينة الموصل الكبيرة بسهولة ويسر ؟ فمن اعطاهم مفاتحها ؟ ومن كان دليل الأفغاني والشيشاني الى بيوت الشيعة والمسيحيين وغيرهم من الأقليات لولا الخونة ؟ سرّ خراب البلاد وقتل العباد هم الخونة ! بالأمس قتلت إسرائيل ثلاثة قادة ميدانيين من حماس الفلسطينية وكان إستهدافهم بصواريخ مبرمجة وفق إحداثيات دقيقة حصلت عليها من فلسطينيين يعملون لصالحها ! إستبدلت رؤوس صواريخها الألكترونية برؤوس فلسطينية خائنة فأصابت أهدافها بدقّة ! وقد قامت حماس بإعدام أكثر من عشرين فلسطينيا ثبتت خيانتهم لصالح إسرائيل وهذه ليست المرّة الأولى التي يتم فيها إعدام جواسيس فلسطينيين يعملون لصالح إسرائيل ..بل سبقتها مرات عديدة ! ولاندري ماهو سر هذه الخيانة المتأصّلة في العربان المتأسلمين حصرّيا؟ في الوقت الذي لم نسمع ولم نرَ إسرائيليا واحدا عمل ضد بلاده !
في تسعينات القرن الماضي إعترفت بريطانيا بفشل أجهزتها المخابراتية أن تخترق الجيش الجمهوري الإيرلندي وأن تشتري ذمّة رجلٍ واحد في هذا الجيش يعمل لصالحهم ! وكذلك إسرائيل فشلت أيضا أن تخترق صفوف حزب الله اللبناني وأن تجد لها خائنا واحدا كما هو حاصل بين صفوف المقاومة الفلسطينية ! والسبب هو صدق الإيمان بالمباديء وسلامة العقيدة ...
هكذا هي آمرلي لم تستطع فلول داعش من إختراقها وزرع فيها الخونة والجواسيس الذين يثبطون عزائم الناس ويخوّفونهم بداعش وبطشها ، طهارة نفوس أهل هذه المدينة الصغيرة بحجمها ..الكبيرة بصمودها.. وإيمانها الراسخ بعقيدتها.. هي التي أعطتهم هذا الإصرار وهذا الصمود والتحدي والمقاومة بوجه أعداء الإنسانية ... شكرا للصابرين أبناء آمرلي الصامدين بوجه الخونة والمرتزقة والتكفيريين .ونطالب الحكومة العراقية وكل الجهات المسؤولة أن تسارع بنجدتهم ودعمهم بالرجال والسلاح وان لا تسمح للمجرمين بالوصول إليهم.
https://telegram.me/buratha