الجميع يذكر ان شاه ايران بعد ان اشتدت حدة المظاهرات المليونية ضده نهاية عام 78كان يقول لمستشاريه ان اعداد المتظاهرين غير حقيقية ومبالغ فيها وان الاعلام يحاول ان يفبركها فنيا فنصحه مستشاروه ان يستقل احدى المروحيات ليشاهد بعينه شوارع طهران التي امتلئت بالبشر وفعلا شاهد ذلك وبالعين المجردة فقال حينها (معقولة انا مكروه الى هذا الحد) فقرر ان يغادر ايران فغادر السلطة الى غير رجعة الحقيقة المالكي لم يكن يتصور انه غير مرغوب ببقائه الى هذا الحد فبعد بضعة ساعات من تكليف العبادي انهالت برقيات ورسائل التهنئة والتبريك الى العبادي بشكل غير مسبوق في تاريخ العالم منذ نشاة الدولة الحديثة في اوربا الى اليوم حيث لم يسبق ان حصل رئيس وزراء جديد على ها العدد من الاتصالات الهاتفية وبرقيات التهنئة والتبريك كما حصل للعبادي بدءا من الامم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوربي وكافة دول اوربا مرورا بايران وتركيا ومصر والسعودية ودول الخليج
وبعد ان شاهد ثلاثة من كبار قادة كتل دولة القانون والمتحدث الرسمي لحزب الدعوة السيد حيدر العبادي يقفون الى جانب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب وممثل عن المواطن واخر عن الاحرار في لحظة تكليف العبادي ثم تبعها اعلان كتلة بدر عن تاييدها للعبادي . الجميع يعلم ان العبادي هو احد قادة حزب الدعوة ومع ذلك تلقى كل هذا الترحيب ومع ذلك لم يعلن المالكي تنازله ويغادر السلطة كما فعل شاه ايران الا بعد ان علم ان المحكمة الاتحادية لن تصدر قرارا لصالحه فاضطر ان يعلن تنازله بعد ان فقد تاييد كل الابعدين وكل الاقربين عدا حاشيته الصغيرة . للأسف كان بإمكانه الا يخسر كل هؤلاء لو انه استجاب لاول طلب من المرجعية ولكنه تجاهل المرجعية تماما حتى في بيان التنازل . عموما لا نريد ان نشمت باحد ابدا وما كنا نتمنى للمالكي ان يغادر بهذه الصورة المؤلمة ،
صفوة القول
ان العراق امام فرصة تاريخية للعبور الى بر الامان قد لا تتكرر مرة اخرى ولم يسبق في تاريخ العراق ان اتحدت كل مكوناته كما هي متحدة اليوم ولم يسبق ان اتحدت مكونات المكون الواحد كما هي متحدة اليوم فالمكون الشيعي يبدو اكثر تماسكا من اي وقت مضى وكذلك الحال بالنسبة للمكون الكردي والمكون السني والمكون التركماني وغيرها وتبدو متحدة في موقفها الوطني على مراجعة المسيرة السابقة وتجاوز اخطائها وخطاياها بشجاعة ومسؤولية وطنية عالية لبناء العراق الحر الموحد الذي لا يستثنى في بنائه احد . ان خروج المالكي لوحده لا يكفي لتحقيق هذا الهدف وانما استبعاد المنهج الذي اوصل داعش الى ما وصلت اليه والمنهج الذي اوصل العراق الى ما وصل اليه والسياسات غير المحسوبة التي ادت الى ما ادت اليه . فمن الجنون ان نكرر نفس الافعال ونفس المنهج ونتوقع ان نحصل على نتائج مختلفة . المطلوب منهج جديد ورؤية جديدة ووجوه جديدة وتقديم المصلحة الوطنية العليا على المصالح الفئوية والطائفية وتقديم وجوه جديدة ومهنية وشجاعة لتولي المسؤوليات في الحكومة الجديدة وانجاز مصالحة حقيقية لا مزيفة مع جميع العراقيين عدا داعش ولملمة الشعب واعادة بناء ما تمزق من نسيجه طوال السنوات السابقة وتحشيد كل الموارد لالحاق الهزيمة المنكرة بداعش وتحشيد كل الموارد لبناء اقتصاد عراقي حقيقي متنوع وكفوء يجلب الخير للعراقيين ويجذب الخيريين للاستثمار فيه و. و .و .وللحديث صلة
https://telegram.me/buratha