قطعت الإرادة الوطنية شوطا مهما في ترسيخ مفهوم الوحدة الوطنية بين مكونات الشعب العراقي ،بعد أقناع السيد "نوري المالكي" التنحي عن دفة رئاسة مجلس الوزراء وتسليمها إلى مرشح التحالف الوطني عن دولة القانون السيد "حيدر ألعبادي"،بعد تهديدات بفتح أبواب جهنم التي لم تغلق منذ تغيير النظام البعثي المجرم ولحد طباعة حروف المقال .
الحمد لله أغلقت باب جهنم السيد المالكي، ونتمنى أن تغلق أبوابها الأخرى ،بيد أن فرحت العراقيين بانفراج أزمة رئاسة الوزراء لابد أن تقترن معها خطوات حكيمة لتعديل مسار العملية السياسية الذي تعرض إلى انحراف حاد يصعب معه ارتكاب أي خطا مستقبلي (سهواَ أو عمداَ)، لأن حقول "تجارب الفشل" التي دفعنا ثمنها فلذات أكبادنا وثرواتنا!،لا تحتمل المغامرات الشخصية بعد الآن كون مشاعر الغضب التي تغلي بأفئدة العراقيين لما يجري من القتل والتهجير فضلاَعن سبي النساء وانتهاكهن من قبل أوباش "داعش" ضيق فرصة "صبر العراقيين"، وقرب تحولهم إلى طوفان يجرف كل من يستهين برزاياهم ومآسيهم،وقد أثبتت الوقائع أن ذاكرة العراقيين لا يمكن أن تكون مثقوبة إلى مالا نهاية فقد يصبر العراقي بمزاجه لكن في يومه (الحد بين الجد واللعب)!.
لعل واحدة من خطوات نجاح تجربة الحكومة الجديدة هي(الترشيق)، بمعنى تقليص الوزارات العراقية التي سجلت رقماَ قياسياَ (نافس في دخول موسوعة غينس للأرقام القياسية، فلا يعقل أن تضم حكومة اكبر دولة في العالم من حيث السكان الصين "17 " وزير بالوقت الذي تشكل الحكومة العراقية أكثر من "40 " وزير!.
لقد أدرك المواطن العراقي أن وزارات "جبر الخواطر" السالفة (التي كسرت خواطر العراقيين وأدخلتهم في "دوامات وفرارات" ليس لها مثيل في أدنى دول المعمورة وعياً وثروة!).لم تكن معظمها سوى وزارات للامتيازات ،بدليل غياب أثرها على الواقع العراقي الذي يشهد تراجع بجميع القطاعات، على الرغم من الميزانيات الانفجارية على مدى (8 ) سنوات التي بلغت ما يزيد على (750 ) مليار $!!.
الخطوة التي تلي الترشيق هو استو زار الشخصيات الكفوءة والقوية، لتشكيل مجلس وزراء حقيقي وليس لملء الفراغات لا يجيد شخوصه سوى الإيماء برؤوسهم ومفردة (موافج).لأن مجلس كهذا يعيدنا الى "مربعات الفشل" التي عشناها على مدى دورتين سابقتين.
سيادة الرئيس...(ان فوات الفرصة غصة) وقد منحك القدر فرصة كبيرة ان تكتب لك سطراَ في صفحات امسك فـ (المرء حديث أمسه...فأختر لنفسك أي حديث)!.
أرجو ان لايثبطك ويُرجفك المرجفون بعظم التركة ،فمتراكم الأخطاء السابقة يجعل من أدنى انجاز انتقاله يبصرها الجميع فالشمعة الواحدة تمثل هدية عظيمة لمن يعيش في الظلام.
سيادة الريس... أقول لك بكل محبة اجعل هدفك الإنسان وسترى أن طريق السعادة سيعبد دون عناء ، فكر في المنكوبين بأعزائهم في الأيتام والأرامل.
اجعل نقطة شروع برنامجك كيف توقف زحف مقبرة "وادي السلام"؟!(دون أن يوفروا ذلك مجرمو "داعش" بحرق جثث أولادنا وإخفاءها في المجهول)، فقد سئمنا مشهد نزف الدماء ومجت آذاننا خطب البطولات والشجاعة الفارغة التي لا تعدو سوى "ظواهر صوتية".
سيادة الريس ...استمع إلى العقلاء بهذا الوطن،وتدرع بمشورة المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف، فهي الضمانة والكابح الحقيقي من الانفلات،فلابد للسياسية من ضامن، وكما قال "شارل ديغول " مؤسس الجمهورية الفرنسية الخامسة في خاتمة حياته السياسية:(لقد أدركت أن السياسة شي بالغ الخطورة والأهمية ويجب أن لا يترك بيد السياسيين).
https://telegram.me/buratha