لا يكفي عذرا أمام الله أن يكون السبب في مآساة الموصل خيانة آل النجيفي وغدر الاكراد، لأن الله عادل، كما لا يقبل القضاء هذا العذر أذا كان القاضي عادل، ولا عاقل يصدق أتهام الكتل الشيعية بعدم مساندتها له هي السبب لما حدث ويحدث، لأن العقل هو الحاكم.
تسع سنوات ورئاسة الوزراء بيد رجل واحد وبمساعدة مستشاريه الذين يمتلكون القرار في أدارة الجيش والأموال والأعلام، وقد تم تحذيره شخصا من خطر أستفحال العصابات الأرهابية، الأ أن تغطرسه وتهوره جعلته لا يثق بأحد، سوى بمجموعة من الفاسدين والخونه الذي كشف زيف بعضهم وبقيه الأخرون، حيث لم يستطع بناء منظومة أمنية وأستخباراتية قادرة بالرد على أي خطر يهدد العراق، وأنما أخذ الفساد يستشري في كل مفاصل الدولة وأهمها الجيش حتى أستطاعت المليارات التي تجنى من أموال النفط المهرب بدون رقيب تصل لجيوب كبار القادة، ناهيك عن صفقات التسليح الفاسدة مثل (صفقة أجهزة كشف المتفجرات والصفقة الروسية)،
ومع ذلك كان الأعلام السلطوي يغطي على كل ذلك، وجعل من رئيس الوزراء وحاشيته ملائكة مطهرين، وأساطير وطنيون، حتى حلت الكارثة والتي كادت التحرق الأخضر واليابس، لولا فتوى الجهاد التي صدرت من نائب الإمام عج، والذي حذر وحذر حتى أغلق بابه أمامهم، فلم يتعضوا، فسقطت المئات بين شهيد وجريح، والعشرات قضوا نحبهم بسبب هول معاناة التهجير، وملأت محافظات الوسط والجنوب من العوائل المهجرة والنازحة، وما طريق كربلاء-النجف خير شاهد على جريمة النزوح، كل ذلك يرجع الى التفرد بالسلطة والأستخفاف بالشركاء، وعدم أحترام القيادات الدينية والسياسية، حتى جاء الدور لقوافل الشهداء من المجاهدين الذي لبوا نداء المرجعية العليا، والذي لم يجدوا أي أسناد لهم من الحكومة من التسليح والمستلزمات الضرورية، فباتت كل المحافظات الشيعية تشييع يوميا العشرات من شبابها، كما لم نجد أتباع الحزب الحاكم ولا المدافعين عنه يشاركون في الدفاع عن أرض الوطن ومقدساته، بل نجدهم مجندين للترويج لملذات وأمتيازات المنتفعين من تجديد الولاية، فأصبحوا كمن باعوا دينهم بدنيا غيرهم.
فأذن علامه الولاية الثالثة؟ في ظل سقوط ثلت العراق بيد الأرهاب وأصبح التهديد على مشارف بغداد، بسبب سياسة الولايتين، وماذا سيتغير بالولاية الثالثة؟ أذا هي نفس الوجود الكالحة، التي لم يجني منها العراق سوى الفساد والدمار والقتل والتهجير، وهل بالولاية الثالثة يبقى رئيسا لوزراء المنطقة الخضراء ويسلم باقي العراق لحكم داعش؟ فأذن لماذا الولاية الثالثة؟؟؟
https://telegram.me/buratha