أصبح واضح أن الكثير ممن يدعون بأنهم (شيعة) لم يقرؤا التاريخ الأسلامي بشكل دقيق، وأنهم يوالون الإمام علي ع عن رغبة ليس الأ، ويبغضون الأول والثاني والثالث لأنهم وجدوا أسلافهم على هذا الرأي، وقطعا القرأن الكريم يجيب عنهم"وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا نتبع ما وجدنا عليه آباءنا" أذن يحتكمون للتعصب وليس للعقل، والدليل أنهم اليوم يحاولون أعادة دور السقيفة من جديد، الأ أن هذا الطرح سوف تتم معارضته منهم بأصرار وبدون مناقشة وحوار.
وخلاصة السقيفة، أن القرأن المجيد وحادثة غدير غم، خير دليل على أحقية الإمام علي ع وأهل بيته بالخلافة الشرعية والسياسية على المسلمين، حيث أن القرأن لم يذكر أسم الإمام علي ع تحديدا وقد أكتفى بالأشاره له في أكثر من (300) أية، ليكون محل أبتلاء وأمتحان للمؤمنين، ولكن الأغلبية ممن يدعون الأسلام أنذاك، أجتمعوا في سقيفة بني ساعدة وأنتخبوا الأول خليفة عليهم، وأنكروا ما جاء به القرأن الكريم وأوصى به النبي الأكرم ص، وبقيه الإمام علي ع ومعه ثلة من شيعته أقلية، خارج أطار العملية السياسية أنذاك.
فما هو الفرق بين أمس واليوم ، حيث أن المرجعية الدينية توصي وتعطي توجيهات أسبوعية، وفيها أشارات واضحة للعملية السياسية، ورغم ذلك تجد الأكثرية ممن يدعو اليوم أنهم من أتباع المرجعية العليا، ومقلدي السيد السيستاني، لا يهتمون لذلك ولا يعيرون أهمية لما وصل أليه الواقع العراقي، بسبب الأخفاقات الحكومية والأساليب التي أستخدمت، وعدم الألتزام بأراء المرجع الأعلى، وتجدهم يطالبون بأن نتائج الأنتحابات وماحصل عليه المرشحين من أصوات هو المعيار (لقرار مصيري) لا يهم جهة معينة بقدر مايهم التشيع بشكل عام، ويبقى أصرارهم على أن بيانات المرجعية الدينية لم تحدد مسارات الخارطة السياسية، ولم تشخص الأمور بدقة، وهو نفس الطرح الذي تبناه دعاة أختيار الأول للخلافة في السقيفة، ونكراهم بأن الحق مع علي وعلي مع الحق، وما رزية الخميس الأ شاهد على ما كانوا يخططون له، من كسب الوقت وتحقيق مآربهم في اللحظات الأخيرة، وأنقلابهم على الشرعية القرأنية والرسالية بأعتبارها المرجعية مقابل أراء الأكثرية الديمقراطية التي حققوها في السقيفة.
https://telegram.me/buratha