بقلم علي الموسوي / هولندا
كل ما ظهر في جامع الموصل كان مخطط له ومحسوب بدقة متناهية والمراد منه ايصال رسائل مهمة الى العالم الاسلامي منها :
أولا : تمكنه من ازاحة جميع الاحزاب الاسلامية التاريخية وعلى رأسها تنظيم الاخوان الدولي وهذا ما يفسر لنا رفض القرضاوي الاب الروحي للتنظيم باعلان هذه الخلافة واعتبارها باطلة وتضر بمصالح المسلمين السنة !
ثانيا : اعلان الدولة الاسلامية بزعامة (( الخليفة )) البغدادي ومبايعته من قبل الفصائل والتنظيمات الاسلامية المنتشرة في جميع العالم وسحب البساط من تنظيم القاعدة وهو الاعلان عن موت تنظيم الظواهري .
ثالثا : جاء اعلان دولة الخلافة على خلفية اصدار داعش لائحة قوانين يتصف بعضها بالقرقوشية وهي بمثابة دستور الدولة وقد تركت آثار سلبية جدا على أبناء محافظة نينوى وقد ظهر المزعزم بالبغدادي بالحمل الوديع ليقول ربما نخطأ ولكننا مكلفون باقامة الدولة الاسلامية وهذا له تداعيات وعليكم بالصبر.
رابعا : الظهور بمظهر الخليفة وارتدائه السواد له دلالات تاريخية ترتبط ببني العباس الذين اتخذوا من بغداد وسامراء مركزا لهم وتشبيها بالنبي محمد (ص) عندما ارتدى العمامة السوداء أثناء فتح مكة وهذا ما يساعد التنظيم على زيادة الزخم في العراق والعالم الاسلامي وهو رسالة واضحة باننا قادمون .
خامسا : اختيار الجامع الكبير الذي شيده نور الدين الزنكي في عام 566 هجرية وهو الجامع ذاته الذي تلقى فيه صلاح الدين الأيوبي دروسه الأولية ومن الجدير ذكره ان امام الجامع تم طرده في اليوم الأول من سيطرة داعش على الموصل والجدير ذكره قيام داعش باعدام أكثر من ثلاثون اماما سنيا رفض مبايعتهم .
لقد حاول الخليفة الداعشي اظهار نفسه بالامام العادل والخليفة الناصح بإعلانه انه بريء من بعض التصرفات والممارسات التي يقوم بها بعض المحسوبين عليه وارسل رسائل ذكية جدا الى جميع مناوئية للتعجيل في بيعته والامتثال لقراراته ومحاولته فيما بعد السيطرة على عقول الشباب المقاتلين مع المجموعات الاسلامية الارهابية في العالم الاسلامي وهذا يعني الكثير ! واذا ما دامت هذه الدولة ستدمر العالم الاسلامي كله ! مما يعني بوضوح نجاح المشروع الاسرائيلي في تقسيم وتفتيت الامة الاسلامية .
https://telegram.me/buratha