المقالات

بطة ابسن البرية.. عرضاً تجارياً

1207 03:27:17 2014-06-23

عمارطلال

في معرض حديث، مع تشكيلي عراقي معروف عالميا، إستشهدت بالراحل شاكر حسن آل سعيد، وكان حينها حيا، في الثمانينيات، متسائلا: - ماذا لو فوجئنا به، في نفق الباب الشرقي، يرسم السابلة، مقابل خمسة دنانير، حينها لم تخترق العقوبات الدولية، الـ "5"؟
رد بأن آل سعيد عاجز عن رسم البورتريه، وأن مدرسة "البعد الواحد" ساترة على ضعفه.. هو وكثيرين حققوا حضورا بتجاوز الشروط الاكاديمية، لنيل شهرة، نأت بهم عن الاختبار، الذي لو تقدموا له، لفشلوا.
هذا الكلام إستحضرته، وأنا أقرأ مسرحية "البطة البرية" لأبسن، واجداً فيها مناخات عراقية، لو إشتغل على تعريقها، واحد من المسرحيين المعروفين بهذا الميدان؛ لتمكن من جذب الجمهور الى مادة شعبية رفيعة، تدر هامش ربح ليس قليلا، وفي نفس الوقت توفر للمتلقي المتعة والفائدة.
يمكن اتخاذ وحدات الجذب التقليدية، أداة في التواصل مع المشاهد البسيط والإرتقاء بوعيه، وهذا جزء أساسي من مسؤولية الفنان.. المثقف.. حامل الرسالة الإنسانية المثلى.
فالطبيب لا ينهر مريضا جاهلا، بإعتبار مستواه الفكري، لا يرتقي لأن يعالجه.. لإنها كفرة في أخلاقيات مهنة الطب تجرده، من عضوية النقابة.
الا ان ثمة من المسرحيين من أسمعني ما سمعته من رسام الثمانينيات، ولم يستحِ من ذكر أسماء أكاديمية ومهنية.. مسرحية، مهمة في ثقافة العراق، متسائلا؛ بغية التأكيد: "عمار تظن هؤلاء.. أدعياء المسرح الجاد والفصيح، قادرون على الشعبي، وترفعوا عنه؟ كلا.. إنهم عاجزون؛ فلجأوا الى ما يدعونه ترفعا".
وهذا ما أجد فيه تحدي لملكات الاكاديميين ومحترفي المسرح الجاد، أن يشتغلوا على نصوص رفيعة البناء، بإسلوب فني مبسط، يقدم للبسيط ما يسره ويفتح آفاق وعيه، على مديات قصية، من دون لغة فصحى قد يتعذر عليه التواصل معها، ولا مواقف درامية مركبة يعجز عن فهمها، غير المتعلم أو غير المثقف.. أو كلاهما.
ثانيا.. والقول ما زال لذاك المسرحي نفسه: "ليس لدى هؤلاء المتكبرين "قرصاغ" للإتفاق مع رأسمال يخاطر بثروته". مختتما: "أخي انهم يتجهون لما تسميه طروحات رفيعة، عجزا عن الشعبي وليس سمواً عن الاسفاف كما يتظاهرون".
ما أشبه قول مسرحي 2014 بتشكيلي 1986، وهو يضع مثقفي المسرح، تحت سطوع ضوء يكشف صدق الانتماء للناس او اعتزالهم في برج عاجي، استهلكته المدارس النقدية منذ سالف الدهور، حتى التصقت دفتا أمهات الكتب، من حول سطوره.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك