المقالات

داعش ليست اول الغمام إنما آخره

1074 01:36:08 2014-06-18

عمار طلال

إن الله يحب ان تصلوا صفا فلا تفرطوا بعراق الاطياف الملزمة لنا كل بالآخر


كنا بحاجة لهزة، بحجم استحواذ الارهابيين على المحافظة الثانية في العراق، كي يصحو السياسيون من تنابزهم بالالقاب بئس الاسم الفسوق.
منذ استكثرت الفئة الاولى، على فئة الثانية، ان تعيش خصوصيتها، بعد 9 نيسان 2003، من دون ان تداهم خصوصية الاولى، أدركنا ان هذا "الاستكثار" القائم على جلافة النظرة المتعالية، من جاهل وقح، يصوبها دونيا، لعالِم مسالم، يعني اننا نجلس على فوهة بركان.
ندرك اننا نجلس على الفوهة، لكن إحساسنا معدوم بلهيب المنصهر البركاني المتفجر، يكوينا (من تحت) ولا نشعر، لاهين بالفساد ومحاربة المتسللين الى العملية السياسية؛ كي يخربوها من الداخل؛ حنينا لنظام غابر لم يحصد سوى الهزائم الاقتصادية والعسكرية والاخلاقية لشعب العراق، طيلة خمسة وثلاثين عاما من حكمه.
إندفع "المتسللون" في التواطئ مع الارهاب، مرتكبين جريمة الخيانة العظمى والطابور الخامس، باستغلال مناصبهم لصالح اعداء الوطن؛ ظنا منهم إحباط حكم ارتبط بالفئة التي يستكثرون وجودها؛ فوجدوا انفسهم، وقد حق عليهم الاعدام؛ لفتحهم ابواب الموصل والانبار وديالى وسامراء وتكريت.. خيانة.. أقصى من التواطؤ.

نسل الارهاب
لكن "داعش" والبعثيين وسواهم من سلفيين منسولين من رحم الارهاب الى حاضنة القتل والدمار، لم يرعوا فيمن راهن عليهم، ذمة، انما لهم أهداف يبغونها، لا تقترب مما يقلق "الجماعة" من رغبة في إقصاء شركاء الوجود الوطني، تلك الرغبة التي دامت واحدا وثمانين عاما، اي منذ 1921 الى 2003، ولما تبلور كيان لمن غيبوه تهميشا.. حل في بلورة الحكم السحرية، استكثروا عليه ذلك، وراحوا يسعون لإحباط مشروع الدولة، مشرعنين القتل والخيانة العظمى والفساد الاداري وتعطيل تنفيذ برامج التنمية و... من أجل إثبات فشل هذا المكون، ليس في الحكم فحسب، انما كي لا يفكر ثانية بالقول "ها أنذا" انما يظل طوع خدمتهم يشبعون من رأس السلة، ويذرون الحشف في كعبها إن شاء أكله وإن لم يشأ فـ "عساه لا أكل"!
حري بأي حساس ان يستيقظ جراء هزة "داعش" فهل استيقظوا من كابوس مصادرة الفئة المستضعفة، والسماح لها بأن تعيش بكرامة، من دون ان تسفح كرامتهم كما فعلوا بها، من قبل.
ليس المتعالين عن واقع العراق الديمقراطي، يجب ان يستيقظوا من طغيان ديكتاتوريتهم الآفلة، إنما الجميع.. بلا استثناء، يجب ان يعوا حجم الكارثة، بانشغالهم عن مشروع تأسيس دولة، يلاحقون فارا الى بلد ومتواطئا مع أخر، بينما أحدى عشرة سنة مرت، ولم يتشكل جيش بحجم التحديات ولا اقتصاد ستراتيجي متفاعل، بقوة ثراء العراق.

مصادرة فئوية
لذا على الكل... من كان بالضد او مع... يجب ان يصحو متوجهين لتقويم كيان الوطن، بغض النظر عن الموقف الشخصي، لدليمي من شروكي وسامرلي من كركوكلي و... هذا من ذاك؛ فإن اكرمكم عند الله أتقاكم، ولا فضل لعربي على اعجمي الا بالتقوى؛ لأن الله وحده يزكي الانفس، والعمل الصالح يرفعها درجات عن ضعة الاصل ودونية النسب.
وما دوني الا من يفرط بالوطن لصالح قناعات سلفية بالية، يتهرأ لها اي بلد تحل فيه، مثل آفة من جراد شره، حطت في مزرعة خضراء، لن تذرها الا بلقعا واطلالا خربة.

فإن شاء الله وعينا الدرس الذي شجت به رؤوسنا، نضمده بالعمل الجدي في تنفيذ الخطط الستراتيجية.. اقتصاديا وعسكريا وتعليميا وصحيا، ومن شاء المواكبة مخلصا، احتضناه ومن "خلبص" متخابثا؛ اقصيناه من دون خجل ولا وجل ولا تردد...فكفى بـ "داعش" درسا.. للكف عن المجاملة، يجب ان نقول ما نشعر به، من دون تفكير نفعي يحط من قدرنا الشخصي، ويجر النكبات على الوطن.. فالعراق الملك الشخصي لكل واحد من ابناء شعبه، لكنه ملك مشترك لا يحق له التصرف به فردا، ما لم ينتظم مع الآخرين في رهط الولاء؛ لأن "الله يحب ان تصلوا صفا" فلا يفرط أحدنا بالوطن لأنه يضم الوان طيف لا يتقبله مزاجه.. فكم من أمة تآكلت لأن المزاج تحكم بصنع القرار واتخاذ المواقف فيها..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك