محمد مكي آل عيسى
ورد التأكيد على الدعاء له ع بتعجيل الفرج ففي التوقيع الشريف المروي عنه (عج): وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإن ذلك فرجكم.
عندما يسمع المؤمن هذا الحديث فإن نفسه تتعلق بفرج إمام زمانه لأن في ذلك فرجه ومن منا لا يريد الفرج لنفسه.
حكم عادل , لا ظلم , لا جور , لا انتهاكات , حرية الفكر , سلام دائم , قصاص عادل , تؤتي الأرض أكلها وتخرج خيراتها .
وبمختصر العبارة جنة أرضية ... ومن منا يكره ذلك؟ !
فتتعلق نفوسنا بالفرج لأن في ذلك سرورنا ونعمتنا وعزتنا وانتصارنا و...و....
لكن هنا علينا التوقف لنتأمل قليلا أن انتظارنا للفرج هنا هو انتظار لتحقيق مصالحنا الشخصية ورغباتنا الخاصة، طموحنا، مطامعنا
وليس هذا المستوى من الانتظار هو المستوى المطلوب الذي يريده منّا أهل البيت ع يعني أن علينا أن نراجع أنفسنا قليلا ونتوقف على نتائج الفرج وما سيتحصل منه لنصحح بذلك نوايانا بالانتظار. . .
ولنضرب بذلك مثلا فالناس ينقسمون في عباداتهم كما قال أمير المؤمنين ع فمنهم يعبد عبادة التجار ومنهم يعبد عبادة العبيد ومنهم من يعبد عبادة الأحرار عبادة من وجد الله أهلا للعبادة فعبده لا عبادة طامع بجنة ولا هارب من النار .
وعلى نفس المبدأ يجب أن يكون انتظارنا لا انتظار الجبناء الخائفين من أعدائهم ولا انتظار الطامعين بجنة الامام الأرضية وما يترتب على ذلك من المصالح والنعم ...
وإنما يجب أن ننتظر انتظار الأحرار الذين لا يخافون العدو ولا يطمعون بالنعمة إنما ينتظرون الفرج لأن فيه إعلاء لكلمة الله ولسيادة حكم العدل لأن في الفرج نصر الله للمؤمنين ولأوليائه الصالحين لأن في الفرج فرج لمولانا وكسر للقيود التي تقعده عن القيام بالأمر.
وهنا يكون الأنتظار أسمى وأرقى ولا دخل للمنفعة الشخصية فيه .
ولنفترض جزافا أن أحدنا علم بأن الفرج متوقف على وفاته مثلا , هل يدعو بتعجيل الفرج وذلك يعني أنه يدعو بتعجيل وفاته وسوف لن يرى نعمة دولة العدل الإلهي ؟!!
أم يدعو لنفسه بطول العمر وبذلك تأخير الفرج , ولن يهمه الأمر لأنه لن يشهد ذلك أصلا ؟!!
هنا تمتحن النفوس التي تؤثر سعادة إمامها على سعادة نفسها التي تؤثر نصر الله لدينه على التنعم الدنيوي الزائل .
هي وقفة مع النفس لتصحح مسارها ونواياها ولترفع شعار اللهم خذ لنفسك من نفسي حتى ترضى ولتناجي إمامها بأن فرجك سيدي لوكان متعلقا بحياتي فحياتي رهن إشارتك .
فنحقق معنى آخر للانتظار الصادق الذي لا تشوبه شائبة الأنا
محمد مكي آل عيسى
https://telegram.me/buratha