كاظم الخطيب
وحدة الصف.. مصطلح يوحي بالقوة، ونفاذ الرأي، وحسن التدبر، ويكاد أن يكون سلاحاً فعالاً دون اللجوء إلى التهديد، أو الفتك،أو إستعمال أي من وسائل الحرب الأخرى، لما يحمله بين طياته من معان بليغة، وإشارات رادعة، لكل من يحاول أن يشق هذا الصف، لخلوه من الثغرات، وإفتقاره الى التصدعات.
الواقع العراقي اليوم يشير بوضوح بالغ، وحاجة ملحة، إلى الصف الواحد، والرأي الواحد، والجبهة الواحدة، لمواجهة خطر المجاميع الإرهابية، والقضاء على بؤر الفساد، والنهوض بالواقع العراقي الذي يعاني من حالة التردي، في جميع المجالات، وعلى الأصعدة كافة.
مرت ثمان سنوات من حكومة السيد المالكي في العراق، وعلى مدى دورتين لرئاسة مجلس الوزراء، إمتازت بالتفرد بالسلطة، والإرتجالية في إتخاذ القرارات المصيرية، والعفوية في التعامل مع المشاكل والمعضلات التي تواجه الحكومة.
لقد صم السيد المالكي أذنيه، وأدار ظهره، إلى كل شريف ووطني ناصح، من السياسيين ومن قادة العراق، ممن يعلم السيد المالكي قبل غيره، مدى حكمتهم، وولائهم للعراق وأهله، وإخلاصهم في النصح والمشورة والمساندة.
إن ما حصل بالأمس في الأنبار وسامراء، وما يحدث اليوم في الموصل، إنما هو نتيجة لتلك السياسة الخاطئة، وإفرازات لتلك الممارسات الغير مسؤولة، تجاه الوطن والمواطن.
لابد والحال هذه، من أن يستفيد السيد المالكي من أخطاء الماضي،وأن يترك الوهم السوبرماني، وأن يعي أنه لا حل إلا بالعودة إلى أحضان التحالف الوطني، وبناء الصف الواحد، والجبهة الواحدة، والعمل يداً بيد مع القوى السياسية الوطنية الأخرى، لإنقاذ العراق من السقوط في براثن الإرهاب، وفلول داعش والتكفيريين.
إن سقوط الموصل بهذه الكيفية العجيبة، يجب إن يستثمر من قبل المالكي وباقي الكتل السياسية الأخرى، من خلال نبذ الخلافات، وقبول الأخر، وتنازل البعض منهم عن مواقفه المتشددة، وإعتراف المقصر ممن يكون الموقف مأزوما به، وبمواقفه المتشنجة، فالعدو واحد، والمركب واحدة، والوطن واحد.. فالذود الذود عن حماكم.. وكما قال الشاعر
إنّ الأُلــى لا يُعَـزُّ الجَارُ بَيْنَهُـمُ
ولا تهـاب عواليهـــم لـذُلاَّنُ
كم اصطبار على ضيم ومنقصة
وَكَمْ على الذّلّ إقرَارٌ وَإذْعانُ
لقد دقت الأنبار ناقوس الخطر، وأشارت سامراء الى ساعة الصفر، وجاءت الموصل بما هو أدهى وأمر، فهل من مدكر؟
https://telegram.me/buratha