كاظم الخطيب
التحالفات السياسية كما هي واقعا مفروضاً يمقته البعض، في بلد كان قد عانى من الظلم والحرمان مثل العراق - لما قامت به بعض الأحزاب السياسية من جر البلاد الى مستنقع المحاصصة وخندق الطائفية- إلا إنها وفي الوقت ذاته تعد ضرورة لدى البعض، ممن ينشدون التلون السياسي، الذي يمثل الطيف القرمزي للشعب العراقي.
الكثير من سياسيي العراق جعلوا من السياسة مغنماً، ومن المسؤولية مطية، لتحقيق طموحهم الشخصي، ومصالحهم الخاصة، حتى وإن كان ذلك على حساب وطنيتهم, وثقة شعبهم بهم.
رئاسة الوزراء في العراق تعاني من الجهل السياسي في تفسير مفردات الدستور وبنوده، وخصوصا، مايتعلق منها بكيفية إدارة الدولة، وآلية إنتقال السلطة عن طريق التداول السلمي، ونتيجة للفهم الخاطئ الناتج عن ذلك الجهل، قام الكثير من أرباب السياسة، وعشاق الرئاسة، بتأسيس (الطابو السياسي) الذي يمكنهم من الحصول على سند ملكية كراسي الحكم، وحق التصرف بموارد ومقدرات البلاد، دون رادع أو رقيب.
المالكي، أوالجعفري، أو أيا كان، بمنصبه الحكومي، ومكانته السياسية- بعيدا عن شخصه وشخصنته- يندرج ضمن بنود الدستور، بصفة موظف حكومي، وعضو في كيان سياسي وطني, وفي ماعدا ذلك، فهو مواطن عراقي، يتمتع بكافة الحقوق والإمتيازات، وتترتب عليه كافة الواجبات والإلتزامات.
والحديث في لغة الأرقام يعد مغالطة واضحة، وضربا من الجهل السياسي؛ فعندما يلجأ البعض الى التصريح بأحقيته بمنصب حكومي معين، إعتماداً على حصيلة إنتخابية معينة، دون الإلتفات إلى ماتحقق لغيره من الكتل والمكونات الأخرى، فإن ذلك يعد خطأ فادحا، وعلامة سيئة في أداءه السياسي، فضلا عن الإشارة الواضحة الى إفتقاره للرؤية الحقيقية لواقعه السياسي.
الأرقام المجردة لا يمكن لها مطلقاً أن تصمد أمام الأرقام الواقعية، والمكتنزة بلباس المقبولية، والهالة المغناطيسية، التي تؤهلها لجذب الكثير من الأرقام لصالح حصيلتها الأنتخابية، الغنية بالكثير من النفائس التي تنشدها الكثير من الكتل السياسية- صغيرها وكبيرها- وأهم تلك النفائس: هي المصداقية، والواقعية، والوضوحن والإيثار، وفوق كل هذا وذاك، الرأسمال التأريخي، والإمتداد الوطني، والحضور السياسي، والرؤية الواضحة.
ولعله من اليسير، لأي متابع لمجريات الأحداث في الواقع السياسي العراقي، أن يلاحظ، حرص كتلة المواطن، على لملمة أطراف التحالف الوطني, وصولا إلى بناء مؤسسة سياسية شيعية قوية، تمتلك من مقومات القدرة مايؤهلها من فرض رؤيتها في طريقة إدارة البلاد،والتفاوض مع الكتل الأخرى لتشكيل فريق قوي متجانس، والعمل سوياً لإدارة شؤون البلاد، ضمن رؤية محددة وواضحة، بعيداً عن التكتلات السياسية، والتخندقات الطائفية.
كتلة المواطن، هي صاحبة النفائس، والمشروع الواعد، والرؤية الواضحة، التي تزخر بالدماء الجديدة، وتستمد القوة من إيمان جماهيرها، وتستثمر أخطاء المراحل السابقة أيما إستثمار، وتقف بقوة أمام التحديات لتضاعف إستحقاقها الإنتخابي، وتكرس أحقيتها السياسية في تصدر المشهد اليساسي.
وخلاصة القول، فإن إستحقاقا إنتخابياً، ونفائساً سياسية فريدة. وهالة مغناطيسية جاذبة، لمقومات حقيق بها أن تستثمر إستثماراً ناجحاً لتحقيق حلم الدولة العصرية العادلة التي يطمح إليها رئيس المجلس الأعلى السيد عمار الحكيم.
https://telegram.me/buratha