المقالات

حرائرنا على خطى زينب الكبرى في الجهاد والتضحية

1234 01:46:05 2014-05-16

جميل ظاهري

سلكت عقيلة الطالبيين زينب الكبرى سلام الله عليها عين طريق ذات الشوكة الذي سلكته من قبلها أمها سيدة نساء العالمين العالمة الفاضلة المجاهدة فاطمة الزهراء عليها السلام بنت رسول رحمة رب العالمين محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في التصدي للظلم والانحراف والتزوير والجاهلية والاستبداد والاجرام؛ واعادة الكرة ذاتها بوقفها في مجلس الطاغية "يزيد" حفيد "هند" آكلة الاكباء خاطبة أذلته وأذلت من حوله دفاعاً عن الاسلام المحمدي الاصيل والدماء الطاهرة التي سالت على أرض الطف بكربلاء يوم عاشوراء لارواء شجرة الاسلام الفتية، كما فعلت من قبلها أم أبيها عندما وقفت صادحة تخطب بحشود المسلمين في مسجد والدها الرسول الاكرم (ص) دفاعاً عن حق الخلافة ونحلة فدك التي غصبوها دون تريث أو خوف فهن ربائب بيت الوحي والرسالة والنبوة .
وأعادة زينب الكبرى (س) للحاضرين بخطبتيها في مجلسي الكوفة أمام المجرم السفاح "أبن زياد" والشام أمام الطاغية الدموي "يزيد"، أعادة للذاكرة وقوف والدتها المتعلمة غير المعلمة في مجلس الأول بالمدينة شامخة مرفوعة الرأس قوية شجاعة مؤمنة بما للكلمة من معانٍ دفاعاً عن الحق والحقيقة ووصية والدها رسول المحبة والمودة وانقاذ البشرية محمد الأمين (ص) وخطبتها التي أبكت الحاضرين حتى ذوي القلوب القاسية عندما ذكرتهم بما فرض الله سبحانه وتعالى عليهم باحترام وإكرام أهل بيت النبوة والامامة الاطهار عليهم السلام .
بوقف حاملة لواء ثورة الطف العقيلة زينب بنت الامام علي أمير المؤمنين عليهما السلام وخطابتها الشجاعة أمام مجلس الدعي أبن الدعي "يزيد" وحاكمه على الكوفة "أبن زياد"، أضحت جبل الصبر مناراً للعز والكرامة والتضحية والإباء وشمعة وضاءة في طريق الاحرار والمجاهدين والثوار الطالبين للحق والحقيقة ورافضي الذل والعبودية والاستحمار والركوع لغير الله سبحانه وتعالى خاصة في وسط نساء المسلمين وغير المسلمين وصارت مدرسة تنتهجها حرائرنا الاباة هنا وهناك جنباً الى جنب أوتهم وأبنائهم وآبائهم دون خوف أو أكتراث من التعرض للاعتقال أو التعذيب أو الاغتيال أو القتل .
فانتهج الحرائر في كل مكان النهج الزينبي في التصدي لظلم وطغيان واستبداد السلطات الحاكمة دفاعاً عن الاسلام والمسلمين وحقوق الأمة وعقائدها فكانت الشهيدة الفاضلة "بنت الهدى" في العراق على زمن الطاغية المعدوم "صدام" وآلاف حرائر الشعب الايراني خلال ثماني سنوات من الدفاع المقدس ضد حرب الاجرام الصدامية، فيما اليوم هناك المئات من حرائر الشعب البحريني المظلوم يقبعن في معتقلات وزنزانات آل خليفة المخوفة وآلاف اخريات يسقطن مضرجات بدمائهن في البحرين واليمن والعراق ولبنان وسوريا ومصر وباكستان وافغانستان والهند وغيرها بنار ورصاص الحقد الطائفي التكفيري البغيض الذي يدعمه بترودولار السعودية وأخواتها عودة منها لعهد الجاهلية والقبلية والظلمة والكفر والالحاد تحت يافطة فتاوى العهر السلطاني .
وأضحت كلمات زينب الكبرى (س) مخاطبة "يزيد".. " ثُمّ كانَ عاقبةَ الذينَ أساؤوا السُّوأى أنْ كَذَّبوا بآياتِ اللهِ وكانُوا بها يَستهزِئُون . أظنَنْتَ يا يزيد حيث أخَذتَ علينا أقطار الأرض وآفاق السماء، فأصبَحنا نُساق كما تُساق الأُسارى، أنّ بنا على الله هَواناً وبك عليه كرامة ؟!.. أنَسِيتَ قول الله تعالى: ولا يَحسَبنَّ الذين كفروا أنّما نُملي لَهُم خيرٌ لأنفسِهِم، إنّما نُملي لَهُم ليزدادوا إثماً ولهم عذابٌ مُهين ؟!.. وتهتف بأشياخك زعمتَ أنّك تناديهم، فَلَتَرِدَنّ وَشيكاً مَورِدَهم، ولَتَوَدّنّ أنّك شُلِلتَ وبُكِمتَ ولم يكن قلتَ ما قلتَ وفَعَلتَ ما فعلت؛ مناراً ودرساً لكل حرائرنا يخاطبن بها الطغاة والفاسدين والمنافقين دون أكتراث مخاطبات نفس خطاب عقيلة الطالبيين بقولها " حَسْبُك بالله حاكماً، وبمحمّدٍ خَصيماً، وبجبرئيل ظَهيراً، وسيعلم مَن سوّى لك ومكّنك من رقاب المسلمين (أي أبوك معاوية) بئس للظالمين بدلاً! وأيُّكم شرٌّ مكاناً وأضعَفُ جُنْداً! ولئن جَرَّت علَيّ الدواهي مُخاطبتَك، إنّي لأستصغرُ قَدْرَك، وأستَعظمُ تَقريعك، واستكبر توبيخك!! لكنّ العيون عَبْرى، والصدور حَرّى.. فكِدْ كيدَك، واسْعَ سعيَك، وناصِبْ جهدك، فوَاللهِ لا تمحو ذِكْرَنا، ولا تُميت وحيَنا، ولا تُدرِكُ أمَدَنا، ولا تَرحضُ عنك عارها ( أي لا تغسله )، وهل رأيُك إلاّ فَنَد، وأيّامك إلاّ عَدَد، وجمعك إلاّ بَدَد!! يوم ينادي المنادي: ألاَ لَعنةُ اللهِ علَى الظالمين ! .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك