الكتابة عن رموز اسرة الحكيم المجاهدة وكلهم رموز خالدة بدءا بزعيم الطائفة المرجع الكبير السيد محسن الحكيم ( قدس سره ) ومرورا بأنجاله الوية الشهادة السادة الاجلاء : يوسف الحكيم ،محمد كاظم الحكيم ،محمد مهدي الحكيم ،عبد الصاحب الحكيم ، علاء الحكيم ، محمدباقر الحكيم شهيد المحراب ،عبد العزيز الحكيم عزيز العراق ... والنجوم الازاهر الآخرين شهداء النهج والعقيدة ، الكتابة عن كواكب قافلة النور هذه- سواء عند رحيلهم او استشهادهم اوتشييعهم او تأبينهم والاحتفاء بذكراهم الكتابة تتحول الى (دايلوج ) مهيب خارج حدود الندب والنواح والعويل وكل مفردات التأبين حتى لكأنك تخاطب صاحب المناسبة منهم وتناجيه وجها لوجه، بل تحس حضوره قلبا وقالبا..يسير مع مشيعيه.. يجلس وسط المحتفين بهم .. ينهض بين الفينة والاخرى مستقبلا ضيوفه والمشاركين في احياء مجلسه.
شعور غريب يشاركني اياه كل من عرف اسرة الحكيم عن قرب او التقى احد رموزها كونهم يعيشون في ضمائر المحبين .. يتوسدون القلوب ويعششون في حدقات العيون ...حتى وان رحلوا بيض الوجوه والايدي.فحين نتحدث عن شهيد المحراب الخالد السيد الاجل محمد باقر الحكيم ( رض ) انما نتحدث عن رمز عراقي من اسرة الحكيم المجاهدة اعطى للعراق كل ما عنده .. الاخوة والابناء والاقارب .. وجاد بالنفس وهي اقصى غاية الجود ...قارع السلطة البعثية الطاغوتية اكثر من ربع قرن.اعتقل مرتين الاولى عام 1972 والثانية عام 1977 وحكم بالسجن المؤبد من دون محاكمة ،اطلق سراحه في العفو العام سنة 1978 ومنع من السفر بعد وضعه تحت الاقامة الجبرية، هاجر سرا عام 1980ليؤسس التعبئة الجهادية والتي كانت نواتها فيلق بدرلتتسع فتنبثق من تحت يديه الكريمتين مؤسسات ثقافية وصحية ،ومركز وثائقي لحقوق الانسان،ولجان اغاثة انسانية للعراقيين في المهجر وفي الداخل وخاصة عوائل السجناء والعوائل المتعففة، انشأ مؤسسة دار الحكمة للعلوم الدينية والاصدارات الثقافية،لقبه الشهيد السعيد محمد باقر الصدر ( العضد المفدى )كما وصفه الامام الخميني ( الابن الشجاع للاسلام ) لصبره وصموده بعدما اقدم صدام المقبور على اعدام خمسة من اخوته وسبعة من ابناء اخوته فضلا عن عدد كبير من افراد اسرة الحكيم .
دخل العراق ظافرا يوم 10/ 5/ 2003 بعد هجرة ومطاردة وتشرد امتدت لاكثر من اربعة وعشرين عاما لتتقطع اوصاله في اقدس بقعة واجل شهر واعظم يوم .. الجمعة الاول من رجب الاصب عام 1424هجرية المصادف الثاني من آب 2003. عاش مجاهدا مكافحا مناضلا، ومضى مجاهدا حامل هم العراق والعراقيين بعد ان اطمأن على تحرير العراق واستقلاله تاركا الامانة و الراية بيد شقيقه الراحل العظيم السيد عبد العزيز (ر ض) .. هذا الرمز الاسطورة الذي لم يعرف العراقيون غيره من الذين دخلوا العراق بعد سقوط الصنم ..التفت حوله الملايين من اطياف الشعب العراقي بكل قومياتهم واديانهم ومذاهبهم ومللهم ونحلهم ..امتدت قافلة المستقبلين من البصرة مرورا بمحافظات الجنوب والوسط لتستقر في احضان ضريح سيد الوصيين علي ابن ابي طالب ( ع) ..هذا الرمز الاعجوبة الذي مازالت جراح فراقه نازفة لم تندمل ،وفراغ وجوده لم يسد ربى على يديه بقية السيف من آل الحكيم السيد عمار فكان نعم التلميذ لأكرم واشجع استاذ .. عمار ورث كل مواصفات القيادة الفذة فحمل الراية الجهادية ..حسنية الحكمة ..حسينية الثورة .. عباسية الاذرع .حملها واثقا ليمخر بسفينة انقاذ العراق بحورا متلاطمة الامواج حتى يرسو بها على ضفاف الامن والامان والمحبة والوحدة والاعمار والاستقرار.
https://telegram.me/buratha