صباح الرسام
بالرغم من الاخفاقات الكثيرة للسياسين الذين جعلوا المواطن في واد وهم في واد بسبب الفساد المالي والاداري والفوضى الامنية التي راح ضحيتها الكثير من ابناء الوطن وهذا كله بسبب الصراع على الكرسي فتجد الجميع يعمل من اجل مصلحته ومصلحة حزبه فبات المواطن في طي النسيان وصل الحال ان الاحزاب تدافع عن السراق والارهابيين ، ورغم كل هذه الاخفاقات السياسية والفساد الاداري والمالي نرى ان هناك من يعمل بجد واخلاص ومثابرة وايثار ، لكن للاسف اصبح التعميم الصفة الغالبة وتقع على الوسائل الاعلامية مسؤولية هذا التعميم الاعمى او التقصير مما ضيع الجهود الوطنية لدى السياسين الذين عملوا بجد وإخلاص وكانوا بحق يمثلون الشعب الصابر .
ونحن على أبواب انتخابات برلمانية نسمع عبارات كثيرة تقول نريد سياسيين وطنيين يعملون من اجل العراق او نريد سياسيين غير سراق او سياسيين مستقلين عن الدول الاقليمية او نريد سياسيين زاهدين بالمناصب ، نريد سياسيين يعيشون معاناة المواطن الذي يستهدفه الارهاب .
ان تمنيات العراقيين طلبات وطنية مسؤولة ومشروعة وهي طلبات سهلة وليست مستحيلة ، ولو دققت الاصوات التي تطالب بهذه المطالب لوجدوا ما يتمنونه ، لكن للاسف ان الكثير يقولون ما لايفعلون لاسباب الاختلاف في الفكر او التحزب او عدم ميول الناخبين لشخصيات بالرغم من انها شخصيات وطنية ونزيهة وشجاعة ومضحية ، وعلى مر اكثر من عقد من الزمن تصدت للدفاع عن المحرومين واتهمت بالطائفية وتسنمت مناصب كبيرة ولم تدنس اياديها بالفساد المالي والاداري بالرغم من كثرة التسقيطات التي حاولت تشويه صورتهم ، كما انهم زاهدون بالمناصب والكل يعلم من كان يملك الشعبية الاكبر ومن الذي حشد العراقيين على الانتخابات ، وعندما وصل الامر الى رئاسة الوزراء تنازلوا عن المنصب بسبب اصرار حزب الدعوة وتمسكه بالمنصب ، وعادت الكرة وتنازلوا عن المنصب حفاظا على البيت الشيعي ، وعدم مشاركتهم في حكومة الولاية الثانية دليل على استقلاليتهم فالجميع يعلم ان ايران ارادت المالكي بالرغم من ان الاتفاق قد تم بين الكتل السياسية على ان يكون رئيس الحكومة من المجلس ، لكن ايران ارادت المالكي وهذا ما رفضه المجلس ورفض المشاركة في الحكومة وقد صرح الصدر بانه قد تعرض لضغوط جعلته يوافق على المالكي وهذا دليل دامغ على استقلالية المجلس .
ولو تمعنا قليلا نجد ان رجال هذه الجهة كانوا هدفا للارهاب بمعنى الكلمة فقدموا التضحيات ابتدأت باستشهاد السيد محمد باقر الحكيم واستشهاد الدكتور علي العضاض واستشهاد غالب عبد المهدي شقيق عادل عبد المهدي تعرض عادل عبد المهدي للمحاولة اغتيال اصيب بها بجروح خطرة ، واختطاف شقيقة باقر جبر صولاغ ناهيك عن محاولات اغتيال السيد عمار الحكيم وباقر جبر الزبيدي ، واستهداف جامع براثا حدث ولا حرج حتى سمي بجامع الشهداء لاسكات صوت شيخ جلال الدين الصغير وكما تم اغتيال الكثير من كفاءاتهم وانصارهم ، وصل الحال الى تهجير انصارهم وحتى اعلامييهم ، كما انهم عرفوا بحماة العملية السياسية وصل الحال الى ان اي اخفاق حكومي يلامون عليه حتى وان كانوا خارج الحكومة وهذا دليل على ثقلهم الكبير في العملية السياسية ، وقد لعبوا دورا كبيرا في الدورة الاخيرة بالرغم من قلة مقاعدهم في البرلمان وكانوا معارضة مثالية فقد كانوا داعمين للتوجهات الصحيحة للحكومة خصوصا في المجال الامني ، وكان صوت الشعب امام التلكأ الحكومي ، وافشلوا اسقاط الحكومة عندما اتفقت جميع الكتل السياسية على سحب الثقة في اربيل بتحرك السيد عمار الحكيم واقنعه السيد مقتدى الصدر بالعدول عن سحب الثقة ،
كما ان الجميع تبرأ من الحكومة السابقة في صولة الفرسان عندما تعرضت للسقوط وعن لسان رئيس الوزراء قال اتصلت بالسيد عبد العزيز الحكيم وقلت له ان الحكومة سوف تسقط فرد عليه قاؤلا لاتخاف اني سندك ، وقد تبنوا القوانين التي تخدم العراقيين بدءا من تاسيس مؤسسة الشهداء وتعويض المهجرين ، وايضا رغم قلة مقاعدهم تبنوا القوانين اهمها البترودولار وقانون منحة الطلبة وقانون التقاعد الموحد الذي اريد له الفشل باضافة مادتين واللتان صوت عليها مجلس الوزراء واعضاء مجلس النواب ، لكنهم رفضوا التصويت عليه وقد تم فصل نائبتين من الكتلة بسبب تصويتهن بنعم ولم نرى اي كتلة حاسبت او تأسفت او اعتذرت على التصويت بنعم على الامتيازات ، ولا ننسى نجاح محافظي المجلس الاعلى وفي فترة عدم تخصيصات الاموال الكافية وكانوا مثالا للمسؤولية .
كما ان الترشيحات التي نراها في ائتلاف كتلة المواطن دليل على انه منفتح ويفرق بين الفكر وبناء الدولة فقد شهدنا انتقادات تدين مطلقيها بسبب وجود سافرة او علماني في ائتلاف المواطن ، وهذا الامر صحي يدل على ان ائتلاف المواطن يفرق بين ادارة الدولة وبين الفكر او العقيدة ، مما يجعل ائتلاف المواطن رقما صعبا مستقبلا .
https://telegram.me/buratha