حسن الراشد
لقرب موعد الانتخابات البرلمانية التي تعتبر الاهم في تاريخ العراق بعد سقوط النظام البعث الممثل غير الرسمي للنظام العربي الطائفي ارتأينا ان نقدم بعض الرؤى في هذا المجال من خلال حلقات حول الانتخابات القادمة والاستحقاقات التي لابد منها للمكون الاكبر في العراق وهم الشيعة ودورهم التاريخي في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ العراق السياسي وفي ظل الاصطفافات السياسية والطائفية وحتى الحزبية التي سوف تتشكل من خلالها معالم العراق السياسية في الفترة القادمة التي تضع الشيعة على المحك في تحديد مستقبلهم والمضي اما نحو تكريس مكاسبهم السياسية بشكل افضل واكثر منطقيا في قيادة العراق واما الخسارة والعودة والى مربع ما قبل الاول !
هل الشيعة حقا في منعطف خطير ؟
نعم ونقول ذلك بكل صراحة حيث المخاطر تحيط بهم من كل حدب وصوب والتآمر لاخراجهم من العملية السياسية ليس فقط مستمر بل اصبح اليوم يأخذ بعدا خطيرا سياسيا محليا و اقليميا بحيث اصبح تنظيما طائفيا صنعته الدول الاقليمية يتحكم بمصيرهم من خلال سياسة الذبح والارهاب وحتى قطع المياه في استعادة واضحة لتاريخ ابناء آكلة الاكباد وفي ظل عجز حكومي واضح ومتعمد لانهاء مثل هذه الحالة الشاذة التي تسعى لتكون رقما ليس فقط صعبا بل اولا من دون منافس في المعادلة السياسية القائمة في العراق .
وحتى لا نستبق رؤانا في هذا الخصوص وما نريد طرحه وايضاحه وكشف بعض الحقائق عبر عدة حلقات ضمن مقال عنوانه كما اسلف "الشيعة في منعطف خطير" لا بد من التذكير ان المقال لا علاقة له بالمسئلة الطائفية ولا ان هدفه التجييش المذهبي بقدر ما اننا نصبوا نحو ايجاد وعي لدي الغالبية من الشعب العراقي والتي باتت اليوم تواجه تهميشا واضحا من السلطة حتى وان حكم المالكي او من ينتهج نهجه حيث ان المعنى ليس في نوع طائفة الحاكم او رئيس الوزراء بل في طريقة ادارة الحكم وتحقيق العدالة في الواقع السياسي ورفع الضيم عن الاغلبية التي عانت الظلم والاجحاف والاقصاء طوال المئات من السنين وليس فقط في فترة الدولة العراقية الحديثة التي تأسست في مطلع القرن الماضي وغذتها الدولة الاستعمارية الغربية .
تهميش الشيعة عن ممارسة حقهم ودورهم كما ينبغي قائم ليومنا هذا ومن يقول غير ذلك فهو اما واهم وجاهل واما انتهازي يسعى لتحقيق مكاسب فئوية ضيقة لا تخدم الا مجموعة صغيرة متعطشة للسلطة همها الاول والاخير النهب والسرقة وملأ الجيوب .
الانتخابات القادمة ان لم تفرز عن قيام واقع سياسي ينهي اقصاء الشيعة ويوقف بحور الدماء التي تراق للشيعة وتحقق لهم استقرارا على الصعيد السياسي والامني وتبرز لهم الاستحقاقات المطلوبة في ادارة البلاد على اسس عادلة وتمنحهم حقوقهم كاملة من خلال مفاعيل تشريعية وتنفيذية ضمن خارطة ديغرافيتهم السياسية وحجمهم فان اي دعوة لحكومة الاغلبية السياسية وما شابهها تكون مخادعة وباطلة تكرس المظلومية والحرمان لدي المكون الاكبر في العراق خاصة وان هناك استحقاقات كان من المفترض ان تتحقق لهذا المكون خلال هذا العقد من الزمان الا ان التدخلات الاقليمية وتصاعد المجازر ضدهم وهوان الحكومات التي اعقبت سقوط نظام البعث ادخلتهم في دوامة من الفراغ السياسي الذي تبعه بالضرورة الحرمان من الحقوق والاقصاء الضمني من كل شيئ بحيث اصبح الشيعة اليوم في العراق محكمومين وليس حاكمين وان غلب اسمهم ظاهر الحكم وطابعه!
ان المنعطف الذي يمر به الشيعة هو حقا منعطف خطير والاستحقاقات يلفها الغموض في ظل غياب الكثير من الشروط وضوابطها ومن اهم تلك الاستحقاقات هو ان يقبل الطرف الاخر ان زمن حكم الاقلية قد ولى وان كانت هذه الاقلية سنية او "كردية" او حتى حزبية ! ..
فليس من الحكمة ولا من العقل السياسي ان تتحكم في مصير الاغلبية اهواء اقلوية من الطوائف او الاقوام او الاحزاب وتقصى الاغلبية تحت عناوين براقة ومخادعة وشعارات كاذبة لا تحمل مضمونا سوى اللعب بالمفردات ولي عنق الحقيقة .
https://telegram.me/buratha