حسن الراشد
كم يكون جميلا عندما يجد الانسان خاصة اذا كان من مشاهير السياسة او الفن والرياضة العجز في نفسه من تقديم الافضل للناس ان يعتزل او يتنحى او ان يرحل ! وكم يكون بلسما لجروح الناس الذين اكتووا بسنوات تخللتها محطات التراجع عن تحقيق امانيهم وسقوط لاحلامهم في العيش بسعادة وامان ان يتقدم اليهم من كان سببا في تعاستهم ومدبرا لفشلهم وخيبة املهم ويعلن لهم الاعتزال والرحيل !
اليساندرو نيستا اشهر من علم لمحبي كرة القدم وهو مدافع ميلان الايطالي قبل ان يعتزل بعدة اشهر تقدم لجمهوره المحب واعلن لهم انه قرر الرحيل وشرح الاسباب التي ادهشت علماء الرياضة و اثارت ذهول بعض الساسة قبل ان يترك ذلك اعجابا في نفوس جمهوره والشاغفين لرياضة كرة القدم , ولربما كانت قناعته هي التي املت عليه هذ ه الخطوة او لحنكته وبغية تحقيق عدة اهداف تضمتنه تلك الاسباب التي اختصرها في امرين ..
الاول انه عاجز عن تقديم ولعب مع هذه المستويات المرتفعة من اللعب ! - التعجب من عندنا - اي انه وجد في الفريق الرياضي من هو افضل منه وبأداء احسن قد يعجز هو عن تقديمه او حتى يضاهيهم في اللعب .
الامر الثاني وهذا نصه - على السياسيين ان يقراو - (( " بعد 10 سنوات كان عليّ ان اتيقين من انه لم يعد بامكاني تقديم شيئ افضل من ذلك لأنه اذا وصلت لـ مرحلة علمت فيها انك لن تقدم الافضل فـ من الافضل ان تجلس في بيتك .. بعد 10 سنوات ارحل و انا احمل ذكريات رائعة مع هذا الفريق ")) واختتم كلامه بجملة رائعة ((.. انه لم يعد بمقدوري تقديم المزيد)) !
هنا في العراق الاية معكوسة ! ماذا حمل الناس معهم من ذكريات وهم يلمسون ويرون بام اعينهم ذكريات الخراب والدمار واثار الرعب ومفخخاته وهي ذكريات ليست فقط مازالت ماثلة في اذهانهم بل يسعى السياسيون في السلطة على تعميقها وتوسعتها واكثارها وهم متشبثين بكرسي الحكم وتجديد
الولاية لثالثة ورابعة حتى وان تيقنوا انهم لم ولن يقدموا للناس افضل من الواقع البائس والمميت الحامل معه بشكل يومي كل صور الظلم و الموت والحريق ومشاهد الدمار في كل مكان .
سنين ثمانية وهي عجاف بكل ما في الكلمة من معنى تم فيها عصر الناس عصرا ازهقت ارواح العشرات الالاف من الناس الابرياء والوف من العسكريين الشرفاء ورجال الامن فقدو حياتهم في مواجهة الارهاب والداعش , البنى التحتية نحو الصفر الفقر والمسكنة في كل مكان ومازال المالكي
متمسك بولاية ثالثة ويتغنى بالامجاد الواهية وهو متيقين في نفسه وفي حزبه انهم لم ولن يستطيعوا ان يقدموا للشعب العراقي اي شيئ سوى وعود فارغة والتعويل في ذلك على الارهاب و تعليق فشلهم على مشجبه الذي هم السبب في استمراره لانهم لا يملكون ذرة من الشجاعة والضمير في ان يعلنوا للناس عجزهم وفشلهم ويرحلوا ..
بالامس خرج زعيم التيار الصدري , وكانه قاريئ لقول اليساندروا نيستا الذي واعد جمهوره تلميحا بالعودة حيث يفكر ان يلعب لسنة او بعدها في امريكا ويقدم خدماته في الساحات الاخرى , نعم خرج السيد مقتدى بتصريح مقبول موجها كلامه الى المالكي (( "أحب أن اوجه نصيحة للأخ المالكي اذا كان يظن في نفسه انه خدم العراق فليسترح اربع سنوات , اذا اتى غيره فيها وجاء اقل منه فليعد بعد أربع سنوات ولامشكلة في ذلك"))!!
فهل يملك المالكي وحزبه شجاعة اليساندروا ويعلنوا الرحيل ويتركوا الساحة لمن هم افضل منهم في الادارة والحكم وهم يعلمون علم اليقين ان هناك من الكفاءات والقيادات في مخلتف المجالات من هم ليس فقط افضل منهم بل اكثر اقتدارا على اخراج العراق من عنق الزجاجة ومن مهنته ؟؟ ام انهم
مازالوا يعتقدون بالنظرية البالية المستبدة المتمثلة في حزب القائد والتي كانت ومازالت سببا في الخراب ونشر الفساد وضياع الاوطان ؟؟
فهل يعلن الرحيل قبل اوانه فيستريح وتستريح منه البلاد ؟؟!!
https://telegram.me/buratha