المقالات

حينما تذل الدولة شعبها وتبتزه!..

1240 07:45:58 2014-04-02

  ماذا يعني عندما تغلق جميع أبواب الدولة أمام المواطن، وهو يدور في حلقة مفرغة من المطالبات، بحقوق المواطنة المنصوص عليها دستوريا: التعليم، الصحة، الخدمات، الأمن، الغذاء، السكن؟..

  ماذا يعني أيضا عندما يتعرض المواطن، الى إبتزاز الموظفين الحكوميين، في دوائر الضريبة والعقار، والكمارك، وكل مؤسسة تتعامل مع المواطن بالشؤون المالية؟!

  وماذا يعني عندما تتحول إستحقاقات مثل: إصدار وثائق الجنسية، وهوية الأحوال المدنية، وبطاقة السكن، وسنوية السيارة الشخصية، وترقيمها، والبطاقة التموينية، والشهادة المدرسية، ووثائق التخرج الجامعية، وأي كتاب رسمي يحتاجه المواطن، الى "منة" يمن بها الموظف الحكومي عليه؟!

  أي طلب لمواطن موجه الى أي دائرة رسمية، لا نجد نصه معنون الى الدائرة ذاتها، بل الى مسؤولها الأعلى..وعندكم صيغ العرائض والطلبات التي يوجهها المواطنين الى مؤسسات الدولة، والتي تبدأ عادة بعبارات مثل: السيد معالي وزير الوزارة الفلانية المحترم/ المعروض أمام سيادتكم..ويبدأ بعدها بالإستعطاف والتذلل الى أن ينهيها بعبارة : ولكم الأمر سيدي العادل!

  أليست هذه بقية من بقايا ثقافة القرون الوسطى؟!

  ألا يعني  ذلك وبالقلم العريض، أن الدولة قد صادرت حقوق المواطن، وأستحوذت على إستحقاقات المواطنة الأساسية، وحولتها الى ملك شخصي لها ولموظفيها، يتعاملون به أما بمشيئة لمزاجهم، أو وفقا لمنافعهم؟!..وأن فهما متخلفا للوظيفة الحكومية وواجباتها، هو السائد لدى مؤسسات الدولة..

  في هذا الصدد، ثمة من سيرد قائلا: أن الدولة كعنوان سيادي؛ لا تتحمل تبعات أخطاء جهازها الأداري، أو ممارساته اللا مشروعة، وأنها تصرفات أفراد وليست منهج دولة..والرد على مثل هذا الرد، سيكون من صلبه، ومن صلب تعريف الدولة ذاتها، فالدولة ليست جسم هلامي إعتباري فحسب، بل هي هذا الجهاز الأداري الطويل العريض، من الأفراد الذي تتشكل منه..  

  النتيجة أن معاملة الدولة للمواطن، تتسم دوما بالإذلال والإحتقار والشروط التعجيزية، ناهيك عن أن المواطن بعرف الدولة، متهم دائما، وأن ما يطالب به موضع شكوك، تستوجب التحقق من مصداقيتها، مع أن المواطن لم يطالب إلا  بأبسط حقوقه، التي كان من الأولى ؛أن تقدمها له المؤسسات الخدمية والوزارات والمحافظات، دون أي تعقيد أو تأخير أو إبطاء..

  ويكشف هذا الواقع الذي بات مسلمة، أن مسؤولي الدولة من الوزراء الى أقل موظف درجة ،منشغلون ليس بخدمة المواطن، بل بترسيخ وضعهم الفوقي الإستحواذي فحسب، وهم معذورين بهذا الإنشغال، لأنهم لم يتثقفوا على سواه أو نقيضه، فبات ما يفعلون هو الأصل!

  كلام قبل السلام: "وزير" اشتقت من كلمة وِزر، وهي تعني الحمل الثقيل، والظهر الذي يستند عليه الحاكم، لتلبيه احتياجات المواطنين, وهي ما تعني باللاتينية "الخادم"!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ام زين الدين اميركا
2014-04-02
تحية طيبة ..1- ماذا يعني عندما تغلق جميع أبواب الدولة أمام المواطن. اجيب على هذا الجملة (انه القتل بعينه) احسست بهذه المشاعر قبل تهجيرنا كم كان مرعبا ورهيبا كنت احس الكل يراقب تحركاتنا وحتى همساتنا وانتهينا بمآسي احمله اكثر من 33 سنه من عمري ..طبعا هذا جواب الجملة الاولى من مقالتك الشجاعة. ماذا يعني أيضا عندما يتعرض المواطن، الى إبتزاز الموظفين الحكوميين، في دوائر الضريبة والعقار، والكمارك، وكل مؤسسة تتعامل مع المواطن بالشؤون المالية؟! وهذه محنتنا الثانية بعد السقوط نعاني منه ابتزاز في كل دوائر الدولة بسبب ممتلكاتنا واعمالنا واموالنا التي سرقت بزمن المقبور ولليوم(بعهدديمقراطي!!) تجري المتاجره به. النتيجة أن معاملة الدولة للمواطن، تتسم دوما بالإذلال والإحتقار والشروط التعجيزية شى واحد اقوله صدام كشف حقيقة الاخلاق ، بحيث الجار يشترك بأعدام اولاد الجيران كما حصل لااخوتي ورسقوا كل ما نمتلك ماذا تتوقع من هولاء.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك