حميد الموسوي
وكأن مئات المقابر الجماعية التي رسمت خارطة العراق لم تكف .. وكأن كل هذه السيارات والعربات والعجلات المفخخة ..وكل هذه العبوات والاحزمة الناسفة..والقذائف والهاونات واللاصقات والكواتم ..لم تف بالغرض ..كأن كل هذه الاوصال المقطعة بالاطنان ، والارواح المزهوقة افواجا ،والاشلاء المتناثرة ركاما.. كأن انهار الدماء البريئة المراقة مجانا ..
كأن كل هذه الفضائع التي صبت وتصب على رؤوسنا ومنذ اكثر من عشر سنوات ..وفي مشهد يومي..كأنها امر طبيعي وقضية تافهة ..لا بل انها بحاجة الى اسناد ومؤازرة ودعم لتحقيق المزيد من القتل والحاق المزيد من الضرر وعلى يد العراقيين انفسهم !.والاّ بماذا نفسر اقدام قوات حراسة على قتل مواطن وبدم بارد ؟!.لم يحصل الامر في ميدان قتال، ولا في ساحة معركة ، ولا في مظاهرات معادية مسلحة ، ولا في اعمال عنف !.محمد بديوي الشمري استاذ جامعي وصحفي معروف اراد الوصول الى مقر عمله في اذاعة العراق الحر مثل كل يوم .. حتى وان حصل سوء في فهم من قبل حراس المنطقة الرئاسية الخالية اصلا من اي مسؤول هل يستوجب الامر التصدي له باطلاق ثلاث رصاصات توجه الى رأسه وليس للارض او تحت القدمين ؟!. اي استهتار هذا واي استخفاف بدماء العراقيين ؟!!. من امن العقاب اساء الادب .انها تبعات وتداعيات غياب القانون، والتساهل مع الارهابيين والمجرمين ،ودفاع بعض الاحزاب والكتل عن المفسدين والمجرمين والمطالبة المستمرة باطلاق سراحهم وايقاف تنفيذ الاحكام بحقهم .الحديث عن جريمة قتل الشهيد محمد بديوي الشمري يذكرنا بجريمة قتل الشهيد محمد عباس مدرب فريق كربلاء الرياضي على يد قوات عراقية وان لم يستخدم فيها الرصاص !!.
واذا مرت هذه الجرائم من دون القصاص الشرعي والقانوني الحازم ..العين بالعين والسن بالسن والنفس بالنفس .... الحر بالحر والعبد ... ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب. اذا مرت مرور الكرام فسوف نعذر الارهابيين من الباكستانيين والسعوديين والشيشان والمغاربة والتونسيين والمصريين والسودانيين والخليجيين ...
https://telegram.me/buratha