لقد تحملت وحُملت المرأة في العراق اعباءاً ثقيلة في المجتمع تفوق ما قامت به النساء في المجتمعات الاخرى مما يقودنا الى الكشف عن معاناتها في العهود المظلمة الماضية حيث الحروب العبثية والحصار البغيض الذي فرضت عليها للسياسات الخاطئة للنظام البعثي الذي ادخل الامة العراقية بكل اطيافه في صراعات مدمرة فتحملت المرأة وبقيت شامخة بكل ما فيها وشاركت في تحمل الجوع والعوزوالفاقة في تلك الحقبة المؤلمة وظلت ذات ارادة ومصممة على المشاركة مع زوجها الرجل للمساهمة في توفير العيش الرغيد والوقوف بكل اباء من اجل حفظ العائلة من الضياع والتشتت لأن في الكثير من الظروف التي لاترحم تسبب الانحراف . كان للمرأة دوراً بارزاً ومؤثراً وواضحاً في الحياة والعمل والبيت.
لقد كان للمرأة الفيلية مثل اخواتها نصيباً لعله اكبراً من الظلم والتنكيل والتهجير والابادة وارتكب النظام المقبور ابشع الجرائم بحق الكورد الفيليين من مصادرة للممتلكات وحرب ابادة لأكثر من 13الاف شاب وشابة وقد استخدموا في مختبرات الفتك الكيمياوي ولم يتم العثور على اي رفاة لهؤلاء الشهداء اضافة الى جانب ابعاد عوائلهم خارج العراق بأبشع الصورواجبار الاخرين منهم على الهجرة وقد تعرضت المرأة الفيلية لجرائم وفقاً للمادة (11)من قانون المحكمة الجنائية المركزية العراقية في 29/11/2010 ووثائق وبيانات منظمات حقوق الانسان الدولية. ولكن بقت المرأة الفيلية ايقونة الحرية وياقوت الوطن والقوة المكنونة المكنوزة في اعماق المشاعر وايمان المواطنة وظلت الصابرة التي لاتكسرها ريح الظلم والقهر والجور.
وتكريم المراة الفيلية في المجتمع لاتتمثل في هذا اليوم ( 8اذار) فقط انما يجب ان تُكرم في كل يوم .
حياتها سلسلة من الالام والتضحية الى جانب المشاعر والمحبة والوفاء وشعلة وهاجة في دروب العطاء والسلام والنضال مدى التاريخ.
المراة الفيلية تنامت لديها مبادئ الصبر والعقيدة والثبات والايمان الراسخ في العطاء الذي لايتوقف ولاينضب واكسبتها الصلابة والشجاعة والتحدي الى جانب الحكمة
فنشأت مناضلة مثالية لاتلين ولاتساوم على حقوقها والمبادئ التي تؤمن بها مهما كانت التضحيات والاهوال والمصائب التي عاشتها بألامها ومأسيها وتحملت الفاقة والحرمان ودهاليز السجون المرعبة التي قضتها لفترات مختلفة فتحملت تلك الاوزار بصابة نادرة ليكشف عن معانات المرأة الفيلية الى جانب اختها من الاطراف الاخرى ...فليكن عيد المراة في هذا العام بداية نهضتها الحقيقية ولنقف معها عرفاناً وتقديراً لدورها الريادي الكبير ولدعمها في ممارسة الحياة الكريمة في اجواء من العدالة والثقة بالنفس والتصدي لكل اشكال الاضطهاد التي قد تتعرض لها بالوقوف الى جانبها لانها جزء من رسالتنا الانسانية لضمان عدم المساس بحريتها وحمايتها في حق التعبير ومناصرتها لممارسة جميع الحريات وفق الاخلاق والقيم التي تتصف بها مجتمعاتنا السامية.والرسالة الالهية العزيزة..
فتحية اجلال واكبار واحترام للمراة في العالم
وكل الحب والتقدير للمرأة الفيلية الابية في هذا اليوم الخالد
والمجد والخلود لشهداء الكورد الفيليين
عبد الخالق الفلاح
كاتب واعلامي
https://telegram.me/buratha