حسن الراشد
ولعل بيان وزارة الخارجية الروسية في خصوص التدخل الغربي في اوكرانيا كان ابلغ من اي كلام اوروبي في هذا الخصوص حيث قال :
ان «موقف موسكو يبقى ثابتاً وشفافاً» مشيراً إلى أن «أوكرانيا وإن كانت مجرد منطقة للعبة جيوسياسية لبعض السياسيين الغربيين فإنها بلد شقيق بالنسبة إلى روسيا يرتبط بها على مدى قرون».
ومن هنا ايضا فان موسكو واعية جدا للعبة الغرب في اوكرانيا ولا يمكن لها ان تتنازل عنها حتى وان دخلت حربا كونية من اجلها لانها تعتبرها ليست فقط خاصرتها الرخوة كما يقال بل انها العمق التاريخي لها على مدى قرون وكما قلنا فان للروس اوراق قوية جدا لا تستطيع امريكا والغرب تجاهلها وتضاف اليها ورقة ايران كموقع جيوسياسي وايران كملف نووي ..
وهنا يطرح السؤال التالي ماذا لو توجه الروس نحو ايران وطالبوها ضمن التعاون المشترك بعقد معاهدة عسكرية وامنية موسعة مشتركة بين البلدين تقوم طهران بموجبها فتح موانيئها وبعض المناطق الاستراتيجية لموسكو لاقامة قواعد عسكرية لها تحت اشراف ايراني وروسي ؟
ماذا لو علقت روسيا عضويتها في مجموعة 5+1 وفكت الحصار عن ايران وبدأت بتعاون اقتصادي ودفاعي معها وتزويدها باحدث الاسلحة الهجومية والدفاعية ؟
لن يستبعد المراقبون ان تقوم ايران وروسيا بمثل هذه الخطوات خاصة وان بعض التقارير يتحدث عن وجود غرفة عمليات مشتركة ايرانية روسية لادارة الازمات في المنطقة وان الطرفين على مقربة من عقد معاهدة استراتيجية هي الاكبر من نوعها في تاريخ المنطقة تكون لها ارتدادات على المستوى العالمي تستفاد منها الدولتان حيث من ناحية تمنح هذه المعاهدة لروسيا قواعد عسكرية في موانئ مهمة مثل ميناء بندر عباس المطلة على بحر العرب باتجاه المحيط الهندي وفي ميناء بوشهر في الخليج الفارسي وفي الشمال والشرق وبذلك تفك روسيا حلقة الحصار الاطلسي عليها وفي نفس الوقت تفك ايران من الحصار المفروض عليها من قبل الغرب .
وقد تحدثت التسريبات عن ان الايرانيين والروس فعلا قاموا بتطبيق تجريبي لهذا الامر من خلال زيارة البوارج الحربية الروسية لموانئ بندر عباس في الشهر الماضي حتى ان بعض المراقبين لم يستبعدوا ان يكون قد ناقش المعاون الاول في الخارجية الايرانية في زيارته لموسكو في الاسبوع الماضي الملفات المذكورة وخاصة القواعد لروسيا في ايران والتي تعني ان الروس قد وصلوا الى المياه الدافئة وان الغرب لن يملك من اوراق ضغط لمنع مثل هذا التحول الذي يجعل من روسيا وايران الاول واكبر مصدر لطاقة في العالم وذات هيمنة على الممرات المائية المهمة في الشرق الاوسط واسيا!
فماذا عسى الغرب وامريكا ان تفعل خاصة وان امريكا هي بحاجة لكل من ايران وروسيا لمحاربة التطرف والارهاب الوهابي والتنظيمات القاعدية التي صارت تشكل كابوسا للعواصم الاروبية خاصة بعد ان تضع الحرب في سورية اوزارها .
ونعود الى السؤال الاول : ماذا سيحل بالغرب وامريكا اذا ما اقدمت ايران فعلا على منح روسيا قواعد عسكرية على اراضيها وعقدت معها معاهدة استراتيجية في هذا الخصوص تمتد لعقود ؟
لا شيء سوى المزيد من الخسارة والانكسار واضمحلال نفوذهم وانهيار اقتصادهم .
https://telegram.me/buratha