حميد الموسوي
انطلاقا من مسؤوليتها الشرعية والاخلاقية والاجتماعية ..وكونها الامتداد الطبيعي والممثل الشرعي لفكر وتعاليم الائمة المعصومين من ائمة اهل بيت النبوة عليهم السلام ..والتزاما منها بحمل الامانة التي كلفت بحملها حماية لمبادئ الدين الاصيلة وشعائره الثابتة من التحريف، وايمانها الراسخ بان الوطن للجميع .. وصونا للمجتمع من الانحراف ،ولم شعث الامة وتجنيبها التفرقة والتناحر والتشرذم ...وقفت المرجعية الرشيدة من جميع شرائح المجتمع بغض النظر عن قومياتهم واديانهم ، ومللهم ونحلهم ومذاهبهم وتوجهاتهم وميولهم واهوائهم .. موقف الاب الحاني ،والمعلم الناصح ، والمرشد المخلص.وبرغم ما تعرضت له من محاربة وضغوط وتهديد على ايدي السلطات الجائرة على مر الدهور والعصور ..العثمانية والطائفية والبعثية الا انها صمدت وادت رسالتها واعترضت على الكثير من قرارات السلطات الجائرة ومنها : تحريم قتال الكورد في ستينات وسبعينات القرن الماضي ، وتحريم احتلال الكويت ونهبها وتحريم بيع وشراء المواد المنهوبة. ابعد من ذلك الاعتراض على قرار جمال عبد الناصر القاضي باعدام سيد قطب ورفاقه وارسال وفد خاص للتدخل بمنع تنفيذ الحكم ..وغيرها الكثير . ما يعني ان دور المرجعية لم يقتصر على الامور الدينية التي هي من اولويات واجباتها وسبب وجودها بل امتد ليشمل الامور والقضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية ..مع اشراقة العهد الجديد وقفت المرجعية كعادتها على مسافة واحدة من جميع الكتل والاحزاب والحركات المشاركة في العملية السياسية ،وكان لها الدور الفاعل في اطفاء نار الفتن الطائفية التي اشعلها ويشعلها اعداء العراق بين الحين والاخر..كما كانت المحفز المباشر للجماهير التي شاركت في انتخابين برلمانيين وثلاث انتخابات لمجالس محافظات وكذلك التصويت على الدستور . الاّ انها اصيبت بخيبة امل جراء سلوكيات بعض السياسيين واستمرار تناحرهم على السلطة وتشبثهم بمناصبهم ضاربين مصالح الوطن وهموم وحاجات العراقيين الذين اوصلوهم للسلطة عرض الجدار .الامر الذي جعلها تمتنع عن لقاء اي مسؤول حكومي اوحزبي والتحاور معه مؤكدة ان موقفها على مسافة واحدة من الجميع لا يعني الحياد الدائم وعدم تمييزها بين الصالح والطالح ، فمرجعية بهذا الارث المحمدي العلوي الحسني الحسني ترفض وبشدة المساواة بين المصلح والمفسد ..بين السارق والامين .. بين الغاش والمخلص .. بين الانتهازي الطارئ و الغيورالاصيل .. بين المتفاني والمتسيب... بين الجشع والقانع .. بين الوطني والخائن.....ولذا اكدت في وصاياها الاخيرة محذرة ومحرمة اعادة انتخاب اي برلماني وافق على امتيازات البرلمانيين الخرافية وتثبيت راتب تقاعدي لهم ..وضرورة الفرز بين المخلصين والانتهازيين خونة الامانة ،كما حرمت بيع البطاقة الانتخابية وحرمت توزيع الهدايا من قبل المرشحين .
لا صوت يعلو فوق صوت المرجعية الناصح الامين فتنبهوا يا اولي الالباب !.
https://telegram.me/buratha