الشيخ عبد الحافظ البغدادي الخزاعي
في زمن الطاغية , وحين كان يهاجم المذهب وصحفه تكتب ضد كل فكر وعقيدة للأمامية , كنت استمع أليه , وارد على رأيه بعد عام أو أكثر .. وأتذكر منها , حين تكلم ضد العقيدة المهدوية ... بعد عام قرأت مجلسا عن الفكرة المهدوية والمشككين فيها.. وكان الموضوع واضحا تقريبا لمن له قلب .. ففكرت أن امرر الرد على الرفاق والأمن الحاضرين في المجلس , فكنت أقول :{ هذا الرأي للدكتور فلان الدليمي الأستاذ في جامعة بغداد قاله في ندوة قبل سنتين في تلفزيون الشباب } وحين يكون الرد واضحا أقول ..{ هذه الفكرة طرحها الدكتور فلان التكريتي في تلفزيون بغداد عام كذا } بعد نزولي من المنبر سألني السيد نور عباس شبر رحمه الله .. متى سمعت هذه الندوات في تلفزيون الشباب وبغداد .. ؟ فأخبرته بالأمر إنها تورية وتقيه من الجماعة لأنهم لا يفهمون ولا يقرئون .. وإذا سمعوا أن الموضوع طرح في تلفزيون الدولة يعتبرونه مقبولا عند الإعلام الحزبي السلطوي ...
في يوم من الأيام كان صدام يهرج مع عدد كبير من ضباطه المكرمين بالأنواط , وتهجم على السيد الخميني رحمه الله , وقال نصا: هؤلاء الفرس شوهوا الإسلام .. هم أسسوا التشيع ... ضمرت ذلك في نفسي .. بعد سنوات هيأت موضوعا يوم السادس من محرم , وكنت ملتزما في حسينية حلاف السويجت .. المتولي الحاج فالح الحلفي , كان الموضوع { هل الذين نصروا الأئمة من إمامة علي بن أبي طالب ع إلى الحسين من العرب أو الفرس ..؟} .
واسترسلت بالحديث , وذكرت الآراء التي تهاجم الشيعة بهذا الموضوع .. وذكرت رأي صدام بالضبط " طبعا دون ذكر اسمه" وكان الرد عليه فقط .. إلى نهاية المجلس ... كان الشارع المقابل للحسينية ينقطع من الازدحام , وداخل الحسينية وخارجها كتلة بشرية , ....
الظاهر ضابط امن شرطة الأصمعي كان يحضر بنفسه , رايته جالس يوما على كرسي قرب دكان حاج فالح المتولي للحسينية ... المهم بعد انتهاء المجلس مسكني حاج فالح الحلفي وجرني إلى جانب .. كنت أحس به يرتجف.. قال شيخنا اليوم اشسويت ..؟ قلت خير إن شاء الله .. قال ضابط الأمن قالي لي : سلملي على شيخ حافظ وقل له : أنت خوش رجال رديت على صدام .. ارتعبت وخفت من حساسية الموضوع .. وقلت خليها على الله .. ثم قلت لحاج فالح : سلملي على ضابط الأمن وقل له : أنا رجل فقير ويني وين السيد الرئيس الله يحفظه ... وفعلا أوصلها له في الليلة التالية .. فرد عليه .. سلملي على الشيخ وقل له : أنت خوش رجال .وردك واضح . الله يوفقك .. كان له موقف في هذه القضية .. وكنت ولا زلت اعتبرها منة من الله ومن مولانا الحسين {ع} الذي طوع قلبه .. وإلا يمكن أن يعمل لي قضية وهي يسيرة عندهم جدا ..
لا زال حاج فالح الحلفي كلما التقيت معه يقول : والله كانت أيام صعبة وخطرة .. ولكنها أيام تحدي وعنفوان وموقف, يردد دائما { جان أكتلتنا } .. السلام على الحسين ..وعلى أولاد الحسين .. وعلى أصحاب الحسين من الأولين والآخرين ..
https://telegram.me/buratha