المقالات

مَتىَ تَتكرّدَنُ ألبَصرَة؟


ظافر الحاج صالح

سَتندَمُ إن رَحلت بِغيرِ زَادٍ .. وَتشقَى إذْ يُنَادِيكَ ألمُناديفَما لَكَ؟لَيسَ يَعملُ فِيكَ .. وَعِظٌ وَلازَجِرٌ كَأنكَ مِن جَمادٍفَتُبْ عَما جَنيِتَ وَأنتَ حَيٌّ .. وَكُنْ مُتَيقِظَاً قَبلَ ألرُقادِأتَرّضَى أنْ تَكُون رَفيِقَ قَومٍ.. لَهُم زَادٌ وَأنتَ بِغيرِ زادِ؟! "من التراث الشعري"

ألكلُ يعرفُ بأن ألقبور هي روضةٌ من رياضِ ألجنةِ، أو حفرةٌ من حفرِ جهنم، وما يحددُ نعيمَ جنتها وجحيمَ جهنمِها؛ هو زادُ ألمرء وكُل مَا يَعملهُ فِي دنياه، إيماناً كان أو كفراً، كثرةً أو قلةً، صلاحاً أو فساداً، وهذا ما رسخهُ ألإمامُ علي (عليهِ السَلام) فِي أنفسِنا بِقولهِ "آهٍ مِن قِلةِ ألزاد وَكآبةُ ألمنظر وَسوءُ ألمُنقَلب".

هَل فكرتَ يَوماً، ما ألذي سَتقابل بِه وجهُ ألجليل مِن زادٍ لأخرتك؟ أسَتعترفُ بِأنك أخذت منزلة لَم تَكُن تَستحِقها؟ هَل سَتقُر بِأنك مِمن عَاثوا فِي ألأرضِ فَساداً؟ أ وَتعلمُ كَم مِن ألدماءِ ألزاكيات أُريِقت عَلى يَديِك؟ وَكم مَظلوُمآ غُبِنَ حَقهُ بِولايَتك؟

لِنتذكر مَعآ؛ إنجازاتُك عَلى مَدى ألسنيِن ألمُنصرِمة، وَما وَصلَ إليهِ إقلِيم كُوردستَان وَما آلتْ إليهِ ألبَصرة، فألإقليم أصبح يُمثل دولةً مُجاورة، تَحضى بِإستقلالِيتهِا ألتامَة، مِن ألناحية ألإدارية حُكومتهُا مُستقلة بإقليم، وَمِن نَاحية ألمَوارِد؛ فَهي تَستثمرها فِي كُلِ مَا يُساعد عَلى إزدهارهِا، ولا عِلاقة لَها بِألمركز فِي غَيرِ مَا نَص عَليهِ ألدُستور، ولَعل أغلبُ مَن زارَ كُوردستان إطَلع عَلى إزدهارها ألعمراني.

أما البصرة؛ فَهي مدينةُ ألنَهر ألأسود، أكبرُ ألمُحافظات ألمٌنتِجة لِلنفط، تُزودُ أقرانها مِن ألمحافظات بِكل مَا يَسدُ إحتِياجَاتِها، لَكن لَا يَخفى عَلى ألمُتتبِع بِأن سُكانَها يَنعمون بِألفقرِ، وَألبَطالة، وألفَوضى، وَغِيابُ ألخَدمات، وَمِن أجلِ حَلِ هَكذا مُعوِقات، إرتَأت إحدَى ألكُتل ألنِيابيِة، مِمن لَا تَحضى بِمناصِب تَنفيذِية، مَعروُفة بِمبادراتِها ومُقترحاتِها ألتنموية، بإقتراحِ مَشروع (بترو5 دولار) ألذي يَكفل حُقوقَ ألمواطنِين، وقَد يُساهِم فِي تَعويضهِم عَن ألأضرارِ ألجسيمة ألناتِجة مِن عَمليات ألتنقيِب وَألتكريِر، وَيحلُ ألمعوقات ألتِي تَحُولُ دُونَ ألنُهوض بِواقعِ ألمُحافظَة.

ألمشروع؛ لَاقى إستحسَان ألبعض مِن ألكُتل ألشيِعية، وَكافةُ ألأطراف ألسُنية، وَألكُورديِة، ودعمٌ مِن ألمحافظات؛ ألذي سَاعد بِدورهِ عَلى إقناعِ أعضاءِ مَجلس ألنُواب، لِكي يَتم إقرارهُ وألعَمل بِهِ، لكن؛ دِكتاتورِية ألحزبُ ألحَاكِم، حَالت دُونَ تَنفيِذهِ، كَسابقهِ مِن ألمُقترحات وَألمَشاريِع، دُون تِبيَان سَبب ذَلك، مَا يُثيرُ تَساؤلاتٌ عَديدَة لَدى ألبَعض، أسَتُعطَى ألأموال مِن مِيزَانِية ألوالي أم مِيزانيةُ ألعِراق؟ وَهل سَتتحملُ ألحُكومَة ألمَركزِية؛ مَسؤوليةُ إحراج مَجلس ألنواب بِعدمِ إيصالِ ألمُوازنة إليهِ؟ فَإنَ ذَلك سَينتُج عَنهُ تَأخيرٌ أو إيقافُ عَمل جَميع ألمُؤسسَات، وَتأخيرُ رَواتِب ألمُوظفِين، وَبِألتَالِي تُشَنْ حَملةُ تَسقِيط ضِد مَجلس ألنواب! أم سَتتحملُ مَسؤولية إقرار مَجلس ألنُواب لِلمشَروع، وَلكِن بِترُودُولار؟ ألذِي سَيُبيَن حِينَها؛ ألدَور ألبَشع لِلحكوُمة فِي حَملاتِها ألتسقِيطيِة ألمُستمِرة!

ألجَنوبُ مَحرومٌ مَن حُقوقهِ مُنذ ألنِظام ألبَائِد، لا تُعيِد ألكَرة، فَتحيِي بِفعلَتِك ألأرواحُ ألشَيطانِية (ألبَعثِيَة).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كاردو
2014-01-25
الكونفيدرالية انجح الحلول للحال العراقي الان ، اي اتحاد اختياري لثلاث اقاليم مستقلة الى ان يتعود الناس على اقاليمهم ويبنون مستقبلهم بانفسهم ، وحينها اي اقليم له كامل الحرية بالبقاء او الاستقلال التام ، لنسمي اقليم البصرة : العراق الجديد واقليم الانبار : العراق الاصلي اي العراق فقط، واقليم كردستان يتحد في المستقبل باخوانه في ايران وتركيا وسوريا .فالدول الناجحة تبنى على اساس قومي ، وانا اعتبر الاخوة الشيعة قوم يختلف عن قوم بني امية في كل شيء ، والى متى نخدع انفسنا بالعراق الواحد الذي جلب لنا الخرا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك