المقالات

يهودي يخترق العراق بطائرتهِ..!!

937 13:46:00 2013-10-01

محمد الحسن

ليس في الجو ما يعكّر صفوه, وفي غمرة الهدو الأزلي الذي غطّت به الرافدين منذ سومر وبناتها (بابل, وأكد...)؛ ترعد في شباط قصفة في سماء الوطن..لا أحد يعهدها, لكنه شيء قادم من الغرب, ومن يقوى عليها إلا من نذر عقله لرفعة هذا الوطن البائس والقابع بين الإحتلالين؟! في بداية "الكساد الأكبر", وتحديداً عام 1930 تخرّج الشاب العراقي (حسقيل دانيال) من أحدى الجامعات البريطانية في تخصص منعدم في الشرق ونادر في الغرب, فبعد دراسة دامت خمس سنوات يحمل هذا العراقي الباسل شهادة الطيران المدني.لم يرق له السفر بحراً؛ إنما أراد أن يكون مصداقاً حياً لطالب العلم المتطلّع لخدمة بلده, وليس لمثله إلا أن يكون كفاتحاً جاء بغنائم الدنيا لأهله أبناء مملكة أور العظيمة, أشترى طائرة صغيرة من ماله الخاص وعاد بها إلى بغداد. ماذا يريد هذا اليهودي الذي يرى الحركة الصهيونية تنشط ولا يعبأ بها أو يتفاعل معها؟! أليس من الواجب -إن كان يهوى غير العراق- إن يدّخر أمواله لدعم تلك الحركة النشطة آنذاك والمدعيّة تمثيل اليهود؟ وهل سيستفاد من تجربته وخبرته غير أبناء الإسلام؟! إن تلك الحادثة تمثل أحدى النقاط المضيئة في تاريخ يهود العراق الذين ساهموا بشكل رئيسي في صناعة التاريخ الحديث للدولة العراقية -فضلاً عن دورهم المشرق في العراق القديم-, ولعل (دانيال) لم يأتي بجديد في حركة التغيير والرقي؛ فقد سبقه أبناء جلدته الذين وضعوا العراق فوق كل إعتباراتهم. ليس في رحلة (الطيار حسقيل) الجوية, أختزال لمجدٍ منشود أو رفعة منتظرة؛ بل هي الغريزة الأصيلة المترعرعة في حب الوطن والغيرة عليه..تحولت إرادة بعد أن أبصرت بريق المستقبل بعيون مجد الغابرين, فأستبقت الأمم لتلحق بمن رقى منها.كافأهم أبناء (ساطع الحصري) ب"فرهود" بغداد الذي أبيحت به ممتلكاتهم, وصمة العار التي لم يزل يئن منها العراق, بعدها لم يسلم أحد..ذهب (ملح الأرض) ولم تنقطع آمالهم المفعمة بحب هذا الوطن, ولا يزال شاعرهم "أنور شاؤل", يتغنى ببغداد وإسلامها:إن كنت من موسى قبست عقيدتي ... فأنا المقيم بظلِ دين محمدِوسماحة الإسلام كانت موئلي .... وبلاغة القرآن كانت مورديما نال في حبي لأمة أحمد ...... كوني على دين الكليم تعبديسأظل ذياك السمؤال في الوفا ..... أسعدت في بغداد أم لم أسعد العراق ما برح يفرط بحبات عقده النادر, فأمراء السياسية الطائشة يضرمون أفكار الحقد الأجتماعي للفوز بولاية أو وصاية تؤهلهم لموقعٍ ما..جدلية عقيمة تلك التي تسلب حق المواطنة والإنتماء بداعي الأختلاف, ولا ثمرة سوى أستمرار ذبح الشعب بسكاكين كلاب البادية النتنة من أوساخ ماضيها الفارغ...أغنية الخلود لنا وحدنا, فمتى ننطق نشيدنا الأبدي الذي يصيّرنا شعباً مكتمل الهوية الوطنية؟!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد الأعرجي
2013-10-02
دعوة سامية وضرورة انسانية للسماح لكل الذين ولدوا او عاشوا على ارض الرافدين ممن تم تهجيرهم على اساس عرقي او ديني ان يعودوا لوطنهم وملاعب صباهم وان يعوضوا عن كل سنوات الغربة وتعاد اليهم ممتلكاتهم التي نهبت او صودرت فالجميع اخوة في الله كما ان ذلك سيساعد في درء الخطر الوهابي وفتن عربان الخليج عن العراق خصوصا ان تم السماح لليهود بالعودة او زيارة اضرحة انبياء الله .. ونمنع همج ورعاع الخليج من اقامة تحالف ستراتيجي مع اسرائيل بحجة درء الخطر الشيعي ... ترى من هو الشجاع الذي سيبادر .
عمر
2013-10-02
العراقيين اليهود لديهم بصمات في تاريخ العراق الحديث ومنهم ساسون حزقيل وزير المالية الذي اتمنى من كتابكم الاعزاء ان يكتبوا عن هذه الشخصية العراقية التي لها التأثير الكبير في السياسة المالية العراقية . شكرا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك