المقالات

الوضع الامني وتداعياته الخطيرة الى متى !!؟

433 11:22:00 2013-06-30

نور الحربي

قد يظن البعض ان السكوت والتعامل على اساس رد الفعل في التعاطي مع الاحداث الامنية واستشراء الارهاب يعد حلا يتلافى من خلاله سخط الشارع العراقي الذي ولدت لديه الهجمات الارهابية المتكررة والخروقات المفجعة حالة من الاحباط من عدم جدوى الخطط والتكتيكات التي تتبعها قيادات الاجهزة الامنية والتي دأبت على اخفاء رأسها في الرمال والاكتفاء بنشر مزيد من الجنود وعناصر الشرطة في الشوارع كلما حدث هجوم ارهابي هنا او خرق هناك وهذا الاسلوب المتبع من قبل المسؤوليين الامنيين وعلى رأسهم القائد العام للقوات المسلحة الذي اكتفى باجراء تنقلات روتينية لم تكن كافية لتغيير الواقع الامني المتردي خلال الاشهر الماضية والذي شهد مزيدا من التردي في شهر ايار وحزيران بشكل ملفت ووصل مراحل وحدود خطيرة لا ينبغي السكوت عنها وبغض النظر عن وجهات النظر الاخرى التي تفكر بعقلية المؤامرة ووجود مؤامرة اقليمية على العراق يدركها الجميع لكن ذلك لا يمنع ان تكون هناك منظومة امنية قادرة على ردع الارهاب وتوجه له ضربات موجعة تحد من ضرباته الدموية وهنا لابد من وجود تحرك بمسار اخر مع المجتمع الدولي خصوصا القوى الكبرى كالولايات المتحدة الامريكية والتي تتحمل جزء كبير من المسؤولية لما يشهده العراق بسبب تغاضيها عن دعم علني تقدمه دول في المنطقة للجماعات الارهابية التي تعمل في العراق وسوريا وهي تتدخل في شأن عراقي لا يمكن معه الا وصفها بالعدو للتجربة العراقية وان ادعت غير ذلك . ان العمل الامني في العراق والذي بقي على وتيرة واحدة لاسباب شتى يبرز في مقدمتها اعتماد العديد من القادة الامنين الذين ثبت فشلهم وعدم درايتهم بما يجري وكيف يتحرك الارهاب ومن اين ينطلق وذلك لضعف الجهد الاستخباري وتفشي الفساد في المؤسسة الامنية فالرشاوى وابتزاز البعض وظواهر اخرى كانتشار الاسماء الوهمية وبيع المناصب كلها اسباب تؤدي الى الضعف الامني وليس سرا ان هناك قطعات عسكرية للجيش تعاني النقص في العدد والعدة لاسباب متعددة منها مثلا تناقص اعداد المراتب بسبب كثرة حالات الاصابة وترك البعض للخدمة ناهيك عن ضعف نفسية بعض الضباط الذين يقومون ببيع الاجازات مقابل نصف راتب الجندي غير الراغب بالدوام مما يعني وجود مناطق هشة يصعب السيطرة عليها بفعل تناقص الاعداد ولعدم ثقة الجندي بقيادته المباشرة مما يولد ثغرة اخرى اشد خطرا من الاولى فحين يرى هذا الجندي ان المسؤول المباشر عنه يبيع ويشتري ويساوم على حياته عند ذاك كيف يمكن له ان يتصرف , باختصار نحن نحتاج الى التفكير بعمق لتغيير هيكلية وزارتي الداخلية والدفاع وتفعيل الجانب الاستخباري للحيلولة دون وقوع العمليات الارهابية وكذلك التشديد على اهمية ان يكون للحكومة والقضاء مسؤولية اضافية تندرج ضمن هذا الجهد تتمثل بملاحقة الإرهابيين ومحاسبتهم اينما تواجدوا ليكونوا عبرة لمن اعتبر وليحس من يفكر بالانخراط مع الجماعات الارهابية الف مرة قبل ان يخطو هذه الخطوة المدمرة . ان كثرة التفجيرات التي حدثت في بغداد والمحافظات والتي تصاعدت وتيرتها في شهر ايار الماضي وتواصلت خلال شهر حزيران تحمل دلالات واضحة وتؤكد وجود فشل حكومي يحتاج المعالجة فمع الانفاق المتنامي على ملف الامن الا اننا لم نجد تحسنا كبيرا بمستوى هذا الصرف بل ان وجود حالات الاختراق الامني وتغلغل لمجموعات ارهابية ودرايتها بتحركات القطعات الأمنية يؤشر إننا لازلنا في طور حرب دفاعية مع الارهاب بينما تجربة السنوات العشر ينبغي ان نتحول الى حالة الهجوم ومحاصرة الجماعات الارهابية المجرمة وبذلك يمكن ان يتحسن الملف الامني ونشعر بأن لدينا قوة حصينة نستطيع الاعتماد عليها ونشعر مع وجودها بالثقة والأمان .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك