المقالات

تحالفات كشاكيل المتناقضات..!....بقلم: قاسم العجرش* كاتب وإعلامي

551 09:55:00 2013-05-10

 

ها قد فرغنا للتو من أداء ما علينا أداءه، فقد ذهب أقل من 50% منا الى صناديق الاقتراع لإنتخاب مجالس 12 محافظة من محافظاتنا الثمانية عشر، الباقين الذين لم يذهبوا، قصتهم قصة: بعضهم يمتلك معاذير، وبعضهم لم يذهب لأنه لم يرد أن يذهب، بعضهم ألآخر حالت الحكومة بينه وبين الصناديق بإجراءاتها الأمنية الثقيلة يوم الاقتراع، ومنها أجراءها المريب بمنع التجوال، لكن عموما أنجزنا ما علينا أداءه وإن كان ثلث العراق لم ينتخب بعد مجالسه، لكن من المؤمل أن يجري ذلك في وقت قريب..

الآن وبعد هذه المقدمة التي أجدها ضرورية كمدخل لما أريد قوله، بات على الفائزين الشروع بالعمل فورا وبلا إبطاء، فقد إنتخبناهم لغاية محددة هي أن يمثلوننا في مجالس تعوضنا الفاقد البنائي الذي خسرناه جراء عوامل كثيرة من بينها إخفاق المجالس السابقة..

المهمة التي أمام المجالس المنتخبة هي أن تشرع بالعمل فورا على تحقيق غاياتنا، لا أن تعاد مسرحية التوافقات السياسية التي مللنا مشهدها المقرف..

إن من يتابع كيف بدأت ملامح إضاعة الوقت في لعبة التحالفات السياسية، سيصاب حتما بالدوار وهو يرى مشهدا سرياليا من فيلم التحالفات السياسية الموسمية التي تبرمها القوى السياسية مع بعضها في المناسبات الانتخابية، حيث يلتقي المعقول واللامعقول في هذا المشهد ، وحيث تسقط الشعارات، وتداس المبادئ بالأحذية، وحيث يكون المحرك الذي تتحرك القوى السياسية به هو محرك النفعية والوصولية..

وعودة الى المشهد السريالي إياه، فقد كانت القوى السياسية تتحدث قبل الإنتخابات عن تحالفات ما بعد الإنتخابات بغموض يلفه الإبهام..الغموض مصدره أنها بالحقيقة كانت تنظر النتائج لتحدد خطوتها التالية، وتلك لعمري دلالة قوية على أن البراغماتية بكل إسقاطاتها هي الضابطة فيما ستكون عليه مواقفها..

وكان المعطى فاضحا جدا..ففي أقل من شهر، وبعد أن خاضت أحزاب سياسية عريقة حملاتها الانتخابية بشعارات متناقضة ومواقف متضادة.. قامت بتغيير موقفها أكثر من مرة من اليسار إلى اليمين مرورا بالوسط الذي يتحدث عنه الجميع ولا يمارسونه!!.. بعض هذه القوى السياسية التي كانت متنافرة عقائديا انصهرت في بوتقة واحدة خلف شعار واحد رفع بلافتة واحدة..وفجأة تناسوا خلافاتهم المتجذرة في مرتكزاتهم الايديولوجية وذابوا معا..!

المشهد سيستمر في عرض هذا الجزء من فيلم اللعبة السياسية، وسنشهد  كشكولا من المتناقضات التي يستحيل جمعها في سلة واحدة قد تم جمعه...

البعض يحاول جاهدا أن يفسر هذا المشهد الغريب في عالم السياسة بتفاسير تخدم اللعبة ذاتها، دون أن يتمكن من تقديم ما يقنع ناخبيه بأسباب إنسلاخه من جلده.. فيكررون مقولات فارغة من قبيل أن السياسة فن الممكن، وإن لا ثوابت في حقولها، وإن ما لا يدرك كله لا يترك جله.

 يحق لنا أن نتساءل غير منتظرين إجابة، لأن الإجابة نعرفها: إذا لم يكن ثمة ثوابت في السياسة فلم هذا الانشغال بها؟! وعلام كتبتم البرامج وقطعتم والوعود والعهود؟ ..ثم ما الفرق بين السياسي والمنافق حينما يحدثنا عن المبادئ والقيم صباحا ويلعنها مساءا؟..

كلام قبل السلام: الكلاب نوعين: كلب يعوي لك وكلب يعوي عليك..!

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك