المقالات

ياليتني كنت سودانيا

705 17:43:00 2012-12-07

حيدر عباس النداوي

يبدو ان الحكام العراقيين كرماء بالكرسي وليس بالفطرة وكلما جاء حاكم لعن من قبله وابقى سنة اكرام وفادة العرب والاحسان اليهم وتفضيلهم على ابناء جلدتهم سنة مستحبة ولو كانوا ارهابيين او قتلة او مجرمين ،ولا يختلف في هذا المعنى جميع من حكم العراق في العصور والقرون والازمان المختلفة وسواء كانوا من القوميين او البعثيين او من الدعاة.واذا كان القائد الضرورة بطل الحفر والجرذان ابن العوجة ومجرم البعث المقبور (صدام) معذورا في ما يقوم به من كرم وضيافة للعرب في وقت كان ابناء الشعب العراقي يبيعون سقوف منازلهم حتى يؤمنوا معيشة اشهر لاطفالهم وكانوا يتناولون طحين الحصة وقد خلطت بنشارة الخشب وبقايا الحيوانات لعدم وجود القدرة الشرائية لديهم لاستبداله بما هو افضل منه وعندما كان يتاجر بالامهم وامراضهم بسبب سوء التغذية والادوية فلان العرب كانوا الى جانبه في السر وفي العلن على الحق وعلى الباطل في الليل وفي النهار في الاعلام وفي المحافل الدولية وعلى هذا الاساس فان صدام كان يشتري ذمم العرب المعروضة للبيع في كل الازمان والعصور ، غير ان هذا المعنى لا تجد له مصداقا مع الحكومة الحالية التي لم تبدل سنة الكرم والضيافة وان تبدلت المواقف فعرب صدام ليسوا هم عرب المالكي فعرب صدام كانوا يقفون الى جانبه وكانوا يدافعون عنه وكانوا يمنعون كلابهم وعتاتهم ومجرميهم من التقرب الى الاراضي العراقية اما عرب المالكي فانهم لم ولن يقفوا الى جانبه وهم من فتحوا الحدود واستباحوا دماء الشعب العراقي وهم الذين وقفوا ضد التجربة الديمقراطية العراقية وهم من وقفوا ضد حكم الاكثرية وهم من رفض اسقاط الديون كما فعلت كل دول العالم بل هم من طالبوا بارباح الديون في وقت كان العراق باحوج ما يكون الى الدينار والدرهم. لسنا بحاجة الى شراء ذمم العرب المعروضة للبيع وكانهم بائعات هوى في شوارع نتنة وقد انتهى كل شيء وبعد ان تجاوز العراق مرحلة الخطر وبدأ دور الدول العربية في السقوط بلدا بعد اخر في وقت نحتاج هذه الاموال لبناء بلدنا او تضميد جراح ابناء شعبنا التي خلفها اشقاء حكامنا او القضاء على التسول والمتسولين او بناء مدارس الطين او تزويج العوانس والعانسين او حتى نحتاجها لترفيه مواطنينا الذين كادوا ان ينسوا معنى الفرح واللهو بسبب الحروب والارهاب والعرب، بل نحتاجها لتنفيذ بعض القرارات التي صوت عليها مجلس النواب او التي لم يصوت عليها بحجة عدم وجود التخصيصات المالية ،ولا اعرف من اي باب تاتي تخصيصات العرب المالية،من قبيل تنفيذ منحة طلبة الجامعات والمعاهد وتنفيذ مبادرة مشروع البصرة عاصمة العراق الاقتصادية بعد ان يتم اطلاق سراح المشروع الذي لا زال اسيرا في ادراج مجلس الوزراء بحجة قلة الاموال واعادة تاهيل ميسان ومنح القروض للمواطنين بدون فوائد وما الى ذلك من الاحتياجات الكثيرة والمتعددة .ليس من الصحيح ان يتنعم السودان واليمن والاردن ...اه من الاردن... باموال العراق ويحرم منها العراقيين.. وليس من الصحيح ان يقوم المالكي او مجلس الوزراء بالتبرع بما هو ليس حق لهم فاموال العراق هي من حصة العراقيين وحدهم وهي ليست اموال المالكي او اموال الوزراء حتى" يتخرودوا" بها،وهم مصداق المثل القائل"وهب المالكي وحكومته ما لا يملكوا". نحتاج الى ثقافة جديدة قائمة على ان تكون كرامة ودماء واموال العراقي قداسة لا يمكن لاي طرف المتاجرة بها او التجاوز عليها او مس طهرها حتى نعيد له هيبته التي فقدها بسبب الحكام والحروب والكرم في غير محله.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك