المقالات

حزب الفضيلة البطن الرخوة في الائتلاف

2854 05:33:00 2007-03-15

بقلم: الدكتور جواد عزيز النادر

ان وصف حزب الفضيلة بانه نقطة الضعف في الائتلاف العراقي الموحد وفي الجسد الشيعي لم يكن بهدف التجني على هذا الحزب وعلى هذه الكتلة المهمة من الائتلاف التي تمتلك قواعد جماهيرية واسعة ، بل انه جاء نتيجة قراءة لواقع سياسي عاشه العراق في المرحلة الصعبة من التحدي خلال السنوات الماضية ، وكان هذا الحزب قلقا مترددا منذ البداية ، ومنذ تشكيل الائتلاف الموحد ، اذ حاول ان ينسحب من القائمة ويتقدم لوحده في قائمة مستقلة ، فضلا عن انه بين فترة واخرى يهدد بالانسحاب ويقدم افكار وروئ يريد من خلالها ان يقدن نفسه بهوية وطنية بعيدة عن الطائفية ، ومن ابرز العقبات التي وضعها امام الائتلاف وامام الشيعة مطالبه التي لا تنتهي خلال تشكيل الحكومة العراقية بعد الانتخابات ومطالبة بوزارات محددة دون غيرها ، مما يشير بوضوح انه يبحث عن مصالح معينة ولا يبحث عن الشعارات والاهداف التي يدعيها ويقدمها مبررات لموقفه .والكل يعلم ان لا احد يستطيع ان ينكر ان المجتمع قد تخندق حول انقسامات طائفية وقومية بالدرجة الاولى ، اذ ان المكونات الرئيسية من المجتمع العراقي الشيعة والسنة والاكراد قدمت نفسها للعمل السياسي بكتل وقوى سياسية محددة معروفة الهوية والانتساب ، ولم يكن الشيعة وحدهم الذين عبروا بوضوح عن جماهيرهم ، بل من المفروض ان يدرك حزب الفضيلة ان المكون الشيعي وكتلته البرلمانية وحكومته هي الوحيدة التي تتعرض الى تحد كبير اخذ ابعادا دولية واقليمية ومحلية ، بل وظفت ضده كل وسائل وعناصر الحقد والقتل والاستهداف ، وقد ادركت هذه القوى مجتمعة ان الوسيلة الفعالة لاضعاف الشيعة ولاضعاف الائتلاف تتم من خلال تجزئته وتفتيت تماسكه ووحدته ، واليوم يقدم حزب الفضيلة هدية مجانية لخصوم الائتلاف والمراهنين على افشال تجربته بان اعلن انسحابه من كتلة الائتلاف البرلمانية ، وبذلك وضع الشيعة في هذه المرحلة المهمة والحساسة امام مأزق ، وقد يدفع موقف الفضيلة هذا الى تطورات لا تحمد عقباها .يحاول حزب الفضيلة ان يغلف موقفه بغلاف وطني بوصفه يسعى الى تكوين تكتلات ومواقف بعيدا عن المحاصصة الطائفية متجاهلا الواقع الاجتماعي والسياسي العراقي ، وكأنما يريد ان يحمل الشيعة لوحدهم بانهم وراء هذه السياسات الطائفية ، وتناسى ان الشيعة هم ضحية لسلوكيات ومواقف مريضة استهدفت حياتهم ووجودهم وفرصتهم التاريخية .تتحمل كتلة الفضيلة مسوؤلية تاريخية اولا في انها لم ترتق الى مستوى تفكير وحرص وعقلية مرشدها الديني المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي الذي يمتلك فكرا واسعا ورؤيا اجتماعية وسياسية ثاقبة ، ولكن يبدو انه لم يستطع ان يضع يده على قيادة سياسية او مكتب سياسي يناسب قوة مرجعه ويناسب حجم جماهيره الواسعة ، بل يناسب المرحلة التاريخية والتحدي التاريخي ، لذلك اقول وقد لا اتجنى على احد ان الدكتور نديم عيسى الجابري هو المشكلة الرئيسية وراء تخبط الفضيلة وجعله في هذا المستوى من الاداء القلق المتردد ، في حين كان من المفروض من هذا الرجل الذي يحمل تخصصا في العلوم السياسية ان يكون دليلا ومرشدا سياسيا لجماعته ولكتلته ،فقد كان قرارا صائبا عندما عزل سماحة الشيخ اليعقوبي الدكتور نديم عيسى عن مسوؤلياته فترة من الزمن ، وكان هذا العزل او التجميد في مرحلة حساسة ومهمة كاد فيها ان يدفع الدكتور الجابري الائتلاف نحو الانقسام والانشقاق .وهنا اتسأل هل يريد حزب الفضيلة او يريد نديم عيسى على وجه الخصوص ان يجرب افكاره ونظرياته التي يغرد بها خارج السرب ، في واقع وفي مسارات تعمل باتجاه اخر ، وفي مرحلة تتسم بالخطورة ، وان الشيعة فيها مهددين ، ويواجهون تحديا مصيريا وتاريخيا ، والشيعة لا يمتلكون من عناصر القوة الا في وحدتهم وتماسكهم ، فيأتي الفضيلة ليضرب الشيعة في عنصر قوتهم ، فأي مسوؤلية تاريخية يتحمل هذا الحزب ، انها مسوؤلية تاريخية واخلاقية سيشهد فيها التاريخ ان حزب الفضيلة ارتكب اثما كبيرا بحق الشيعة ، وحاشى ان يقبل الشيخ اليعقوبي او ان يتحمل مسوؤليته ، وان المسوؤلية الدينية والسياسية والاخلاقية والتاريخية ان يتدخل الشيخ اليعقوبي لتعديل المسار ، وان موقف الفضيلة هذا قد يشكل انتحارا سياسيا يجعله يفقد جماهيره وقاعدته الشعبية ، ولكن هذا غير مهم ، اذ ان المهم هو مصير ومستقبل ودور الشيعة في الحفاظ على دورهم القيادي وفي حماية انفسهم ومجتمعهم في هذه المرحلة الصعبة والمعقدة ، واقترح على الدكتور نديم عيسى ان يقدم استقالته من الفضيلة ويرمي نفسه باحضان اياد علاوي ، وان يعيد دراسته من جديد ، اذ يبدو انه لم يكمل دراسته في العلوم السياسية ، قد يكون اكمل دراسته في اختصاص اخر بعيد عن السياسة ، اذ ان هناك امور واضحة قد لا تحتاج الى متخصص اكاديمي ليفهمها ، في حين ان صاحب الفكر والتخصص تكون مسوؤليته اكبر .وايضا اقول ان من المفروض ان يتناخى اعضاء كتلة الفضيلة الاخرين لمعالجة موقفهم وتصحيح مسارهم ، وسحب قرار انسحابهم ، اذ ان الشيعة امام خطر كبير ، وهناك مؤامرة دولية واقليمية ومحلية تستهدفهم ، فلماذ يتخذ الفضيلة هذا الموقف غير المناسب في الوقت غير المناسب ، وفي هذه المناسبة اوجه تحية للتيار الصدري واذكر الشيعة بان المحاولات التي كانت تستهدف ضرب الشيعة من خلال جر التيار الصدري وابعادة عن مكانه المناسب والطبيعي قد فشلت وقد ادرك التيار الصدري خطورة المؤامرة لذلك فانه بوجودة بين شيعته جعل الشيعة اقوياء واصبح هو قويا ، فتحية له ن وارجو ان الفضيلة ان يستفيد من درس التيار الصدري .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ستار الكعبي
2007-03-16
طروحاتك يا دكتور جواد صحيحة جدا حيث ان خروج هذا الحزب بهذا الوقت هو اضعاف موقف الشيعة الذي يواجه تحدي كبير من قوى دولية واقليمية وداخلية وأن أوضح مؤشر على ذلك هو الترحيب القوي الذي أبداه طارق الهاشمي واعتبره شجاع وجرىْ!!! لماذا؟ لانه يصب في مصلحة توجهاته المعادية. أرجو من سماحة الشيخ اليعقوبي أن يتخذ الاجراء الصحيح لاعادة النصاب وأن يبعد القائمين على هذا الامر .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك