المقالات

الفرق بين الوطنية المزيفة والوطنية الحقة .

2217 03:00:00 2007-03-02

ما جرى وما يجري في العراق من تظليل وتجهيل اعلامي ولغوي من بعض الاطراف المحسوبة بانها وطنية التي فرضت على الانسان العراقي عنوة وبابشع الاساليب مصطلحات عن الوطنية التي على مقاسهم. رفعوها شعار سياسي ذو بعد ستراتيجي , والهدف منه لتاخذ منحاها وتترسخ في عقل المواطن العربي قبل عقل المواطن العراقي الذي تعود ان يتلقى ما يطرحه ويطبل له الاعلام العربي . والذي هو امتداد لفكرهم ومفاهيمهم وارتباطهم الروحي. وبذلك حرصوا على تخريب وتدمير مقومات الهوية الوطنية وافراغها من محتواها في العراق من خلال التلاعب بالالفاظ اللغوية واستغلال الاحداث خدمة لمصالحهم الضيقة وافكارهم المريضة فارادوا منه دافعا نحو الفرقة والتناحر داخل المجتمع بدلا من جعله حافز للتوحد والتعاضد . فالوحدة الوطنية بنظر هؤلاء هي اختلاق مظلوميات وتطويعها لخدمة مصالحهم الطائفية من خلال ما يحشدوا في مؤتمراتهم وتجمعاتهم الطائفية من دعم دول الجوار المادي والمعنوي . وهم بهذا يساهموا في عزل مكون مهم من مكونات الشعب العراقي , فالشعور بالقهر والظلم السياسي او المذهبي الذي يحاول البعض تكريسه يبعد شريحة مهمة من الشراكة الوطنية وعملية البناء والتفاعل عما يحدث للاخرين وبهذا فقد نجحوا في تفتيت اللحمة الوطنية التي تربط ابناء العراق عامة . خطابهم الاعلامي مميز وذات رائحة طائفية ملفقة باكاذيب وواضحة للانسان البسيط ,, ومع ذلك لا يتوانون من الاستمرار فيه ولاربع سنوات التي تلت حكمهم وتسلطهم بعد فقدانهم لها . فلم نكد نسمع من اي منهم يتكلم باسم الشعب العراقي, وان كان حصل فيقصد من ورائه طائفته التي "اختارها الله على العالمين" او اذا كان الامر او الحدث خطير ويمزق نسيج الجهة الاخرى , يقفون بكل صلافة معه . خطابهم هنا لا يرجون منه اقناع العراقيين في الداخل وانما وحسب امتدادهم الطائفي الذي يعتبروه العمق الستراتيجي والسند الواقي لهم من المحيط العربي, وتناسوا شركاء الوطن الذي عاشوا على ارضه وتحت سمائه . وهذه نتيجه طبيعية لما سبق وان مارسوه بحق اغلبية صابرة محتسبة بحقهم , وخشيتهم ان يتم التعامل معهم بنفس الطريقة . الوطنية هي صفة اقترنت بالمشاعر الصادقة للالتصاق بالوطن وبمختلف الظروف التي توجب ابداء هذه المشاعر والاخلاص بها من اجله ومن اجل الدفاع عنه الى درجة ارواء ارضه بالدماء الطاهره في سبيله . وهذا ما لمسناه في خطاب جميع قادة العراق الجدد الذي يتسم بالنفس والروح الوطنية فالجميع يتكلم باسم العراق من شماله الى جنوبه لا فرق بين جهة دون اخرى , خطاب خالي من الطائفية وخالي من التفرقة بين مكون على حساب الاخرين , هذه هي طبيعة شعورهم وارتباطهم بارضهم واهلهم رغم الظلم والقهر الذي عاشوه . ابناء البلد الاصلاء هم من يضحي وتسيل دمائهم على ارضه وهم من يبني ويعمر وهم من يحمل هموم الشعب وويطوي الليل بالنهار من اجل السعي لخدمة المواطن . وهذا انعكس في برامجهم واهدافهم السياسية المعلنه وانظمتها وممارساتها الفعلية التي اجتهدوا بالعمل بها رغم المعوقات الامنية التي احالت في تنفيذ الكثير من هذه البرامج .  فليس من يحرق ويفجر ويقتل ويدمر وينشر الارهاب في الليل ,ويخدعون الناس بشعارات الوطنية والخوف على الوطن من على الفضائيات في النهار!!! من يأمن جانبهم . وحتى برامجهم التي قدموها قبل الانتخابات رفعت نفس الشعارات والبرامج السياسية "الوردية"  والتي لم يلمس منها المواطن الذي انتخبهم شئ سوى مزيد من احداث الفرقة والارهاب على ايدي عصابات تلك الفئات . العراق بلد التناقضات وهذا واضح في تعدد القوميات والمذاهب , والذي يجمع العراقيين جميعا وبشكل عام هو عراقيتهم وولائهم للوطن ولجميع الاطياف . والمرحلة التي نعيش بها الان يجب ان تكون مرحلة تتسم بالعمل الجاد لخدمة ابناء الوطن اكثر منها مصلحية من اجل التسلط  . ومعرفة المواطن وادراكه بهويته الوطنية والعقائدية هي الخطوة الاولى نحو المواطنة . اما التجاهل لاختلاف الاخر واقصائه سيضخم المشاكل لو تغافلنا عنها . فلا يمكن ان نسمح بتكرار مأسي الماضي القريب لا علينا ولا على غيرنا . علينا ان نفهم بعضنا البعض وان نواجه بعضنا بعض لحل مشاكلنا لا ان يكيد احدنا للاخر وبمساعدة اطراف خارجية لفرض الوجود !!! فكل ازمات العراق التي حصلت والاجرام والارهاب بحق ابناء الشعب حصل من هذا المنطلق ومن مساعدات وتدخلات خارجية لتقوية وهيمنة جهة على حساب الجهة اللاخرى لاستعادة امجاد غابرة . فلو طبق هذا النهج من الجميع سوف يكون العراق ساحة صراعات بين الدول الكبرى واللاقليمية على ارضه والخاسر الوحيد في هذه الحالة هو ابن البلد . عراقيـــــة
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك