المقالات

حساسية المشهد وخطورته

1626 16:47:00 2007-02-26

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )

في كل الاحوال تدلل المؤشرات على ان العملية السياسية العراقية تسير وفق الاتجاهات المرسومة لها حتى وان كانت طبيعة المسير تتصف بالبطئ بعض الشيء ونعتقد ان البطئ هذا يعد انجازاً مهماً فالمفترض وفق التداعيات والمعرقلات والتحديات التي تواجهها العملية السياسية في العراق هو التراجع او الانكفاء بحسب القوانين السياسية والميدانية التي تقوّم وفقها التجارب بالعالم. وهذا ما يجعلنا والآخرين معنا ينظرون بدهشة وذهول الى قدرتنا في التصدي والمواجهة والتشخيص الذي عادة ما نعتمده اساساً في حساب عملية العلاج لكل تلك التصدعات.

القضية العراقية والمشهد العراقي ربما تفرّد عن غيره من المشاهد الاقليمية والدولية بمجملها بما فيها ما يجري في فلسطين وافغانستان، ونعتقد ان هذا التفرّد يعتبر تحصيل حاصل للتفرد الذي يطبع الاتجاهات القومية والاثنية والطائفية والفكرية والسياسية التي تحيط بالعراق، وكما هو معلوم فان التعددية الايدلوجية الاقليمية باتت ترمي بظلالها الكثيفة على المشهد العراقي ذو الطبيعة التعددية ايضاً ومن هنا فان المتابع بات يرصد بسهولة بالغة ان تداخلاً غير عادي قد حصل بين ما هو محلي وآخر اقليمي ودولي وهذا ما يبدو واضحاً جداً في التحرك السياسي والميداني الاقليمي والدولي انطلاقاً من المحلي الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق، فواشنطن وان كانت مصنفة ضمن العوامل الخارجية في المعادلة العراقية، لكن الواقع السياسي والامني يضعها في مقدمة المعادلة او المشهد المحلي نظراً لثقل قوتها العسكرية في العراق وكذلك نتيجة للحسابات السياسية التي تتكون منها الخريطة السياسية في المنطقة.

هذه المسألة لا تنفرد بها الولايات المتحدة وحدها، انما هنالك دولاً اخرى بعضها اوربياً وآخر اسلامياً او عربياً او شرق اوسطياً باتت لها جميعاً اجندتها الخاصة بالعراق، الامر الذي ادخل عاملاً آخر يوازي في خطورته تلك التقاطعات الدولية والاقليمية في العراق، وبات هذا العامل القائم على مرتكزات الحساسية المحلية يسير بخط متواز مع تلك التقاطعات، لكن ما يجعل القوى الحاضنة للعملية السياسية قوية بوجه كل التحديات انها باتت تدرك حجم المؤامرة التي يراد اسقاط الجميع فيها، من هنا تزداد مساحة التفاؤل ليست فقط بثبات العملية السياسية بل وفي الانتقال الى حيز امني اكثر طمأنينة بالرغم من ان خصوم عهدنا الجديد قد ادخلوا عناصر تدميرية اكثر فتكاً في مناهجهم الارهابية وهذا ما لم نفاجأ به بل كنا نتوقعه ان يحصل قبل هذا الوقت بكثير.المهم في كل ذلك ان الثقة بمشروعنا تزداد مساحة وتتضاعف قوة وتتمدد خبرة وهذا ما بدا واضحاً جداً في التفاف الشارع العراقي حول تجربته الجديدة رغم الضريبة التي تترتب على هذا الالتفاف.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك