المقالات

عمار الحكيم في قلب التأريخ

1637 18:15:00 2007-02-25

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )

الايام والوقائع المفصلية التي تدخل التاريخ عادة ما ترتبط بقوة تأثيرها الوجداني ، الديني، العسكري، الاجتماعي، وعندما تتوافر احد شروط هذه الوقائع فانها ستنتقل الى التاريخ بكل فصوله وتجلياته وتمظهراته، ولا ادل في الحقبة العراقية الراهنة على حدث انطوى على اهمية واستجمع لشروطه الاربعة كاملة غير منقوصة كالحدث الذي حصل صبيحة الجمعة عندما تصدت مفرزة عسكرية امريكية لموكب رمز الشباب العراقي وعنفوانه الهادر بارادته، الوسطي بمنهجيته، الحكيم بسلالته ، العالم بفقهه، المؤدب بتربيته المثقف بمؤسساته، المتواضع بانتمائه، الشجاع بموقفه.

هذا النمط من الاحتجاز لا يختلف عن الانماط التاريخية عندما تجد بعض الانظمة والحكومات والجيوش انها مأسورة ومتأسرة بأسر او احتجاز او قتل شخصية لا تكنه اسرارها.  الذين تورطوا باعمال كهذه احترقوا بنار التاريخ والذين تعرضوا لاعمال كهذه باتوا يشكلون مفاصلا وعناوين زينت وجه التاريخ وما بين هذه وتلك تنتصب العلامات الفارقة بين من يريد ان يدخل التاريخ وبين من يريد ان يعيش خارج دائرته.

بالدليل القاطع الذي عبرت عنه عشائر العراق من اقصاها الى اقصاها وجامعات العراق وطلبة العراق ومهندسو العراق واطباؤه وعماله وفلاحؤه ورياضيوه واعلاميوه ومثقفوه وسياسيوه ومواكبه وهيئاته وشبابه ورجاله واطفاله ونساؤه، اكد حقيقة ساطعة مفادها ان عمار الحكيم لم يكن هو الرهينة او المحتجز انما الرهينة الحقيقية والمحتجز الحقيقي كان ذلك الذي اخطأ الى حد السقوط المريع بالتعرض لـ(عمار) فـ(عمار) عند العراقيين كافل اليتيم وعمار يعني الكتاب والمؤسسة والمدرسة والعلم والسفير والمبلغ ووريث المرجعية وسليل الدوحة المحمدية فهو قد تعدى زمنه بكثير دون ان يكون اميراً او وزيراً.

عمار الحكيم ليس ذاك الذي ممكن اخضاعه لقوانين او قرارات الاحتجاز فاحتجاز عمار انتصار للارهاب وهزيمة للامن والاستقرار خصوصاً واننا في دولة رفعت او ترفع اليوم شعار ومشروع (فرض القانون) بمساندة القوات متعددة الجنسيات.

الذين احتجزوا عمار الحكيم انما احتجزوا المشروع بأسره ومنهجه فكيف لقوة يفترض ان تعين الدولة في فرض القانون ان ترتكب خطيئة بحجم قوانين الارض كلها عندما تقدم على احتجاز رمز وطني طالما تحدث ويتحدث عن القانون وتطبيقاته وضروراته حتى كان آخر مشاريعه التي الزم مؤسساته بها هو ايجاد الاطر الكفيلة التي من شأنها ان ترتقي بالقانون الى مصافي الاحترام والتطبيق الوطني المسؤول.

قد لا يرى الكثير بتفجر الشارع غضباً وشجباً واستنكاراً لهذه الخطيئة القاتلة سلوكاً او ممارسة بالشيء الكافي، ربما يرى اولئك بضرورة ان يكون الرد اكبر من الاحتجاج والتظاهر والشجب والاستنكار.. الا ان المهم والاهم في الرد كله ان العالم بأسره عرف ارادة وخيار الشعب العراقي ولعل هنا في العراق جماعات وشرائح لا زالت الغشاوة التي تضرب عينها لا تجعلها ترى المشاهد على حقيقتها.. فان كان هؤلاء او اولئك لمّا يزالوا يرون المشهد بتلك الضبابية فليروا المشهد ما بعد يوم الاحتجاز.

عمار الحكيم في قلب التاريخ بعد ان كان حتى ما قبل الاحتجاز بلحظات يقف على اعتابه. على الجهة التي احتجزت عمار الحكيم ان تدرك خطيئتها ومسؤولياتها وصلاحياتها فهي كيفما تكون لا يمكن لها ان تكون بديلاً عن سيادة العراق وقرار العراق حتى وان صدر عنها اعتذاراً رسمياً.. بعبارة ادق ان ارادة الولايات المتحدة الامريكية يجب ان لا تذهب الى ما لانهاية في اخطائها وازماتها وعليها ان تضع صيغة واضحة ناصعة لطبيعة العلاقة بينها وبين المشرع العراقي والقانون العراقي والقرار العراقي والارادة العراقية.

لا يمكن ان نقبل أي تبرير يقول بان مفرزة عسكرية تصرفت باجتهاد خاطئ كالتصرف الذي جعل كل الصفيح الدافئ والبارد ان يتحول الى جمر ملتهب في النفوس والصدور والعواطف. هذه امور خطيرة لسنا مسؤولين عنها عندما تخضع لقوانين المعادلات الطبيعية فتشتعل مجرد وصولها درجة الاتقاد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك