المقالات

الخطة الأمنية قبل يومها العاشر نجاحات كبيرة..وعثرات محدودة

1354 05:09:00 2007-02-25

( بقلم : علي حسين علي )

قبل أن تصل الخطة الأمنية (فرض القانون) إلى يومها العاشر فإنها ثبتت جملة من النتائج، بعضها ايجابي وبعضها الأخر سلبي، ولكنها في مجموعها ومجملها تعطي صورة واضحة لواقع متغيرّ نحو التحسن في المجال الأمني أولاً، وفي مجالات أخرى بشكل محدود ثانياً.

من بين النتائج الأيجابية يأتي عودة العوائل المهجرة الى بيوتها..فقد أعلن قبل يوم العاشر من تطبيق(فرض القانون) بأن أكثر من ستمئة اسرة مهجرة قد عادت إلى سكنها ومناطقها التي هجرت منها..ومن بين تلك المناطق (الفضل، شارع حيفا، الغزالية)..وتلك مناطق كانت الى ما قبل عشرة أيام تسمى بـ(الساخنة)، وهي ساخنة فعلاً بالقتل والاختطاف وحرق البيوت والسرقات وأخيراً بالتهجير القسري..

والآن، يبدو أن (الساخنة) قد بردت، والذين كانوا يسخنونها أما أن يكونوا قد قتلوا أو أعتقلوا أو فروا، المهم هو أنهم لم يعودوا موجودين في تلك المناطق..وكل هذا يعني من جانب آخر أن العائدين الى بيوتهم، مع أنهم وجودها محروقة ومخربة ومسروقة، إلا أنهم ارتضوا بهذا الحال لأنه أفضل بكثير عن مناطق ولدوا وعاشوا وعملوا واقاموا مع أهلها علاقات حميمة..فالعودة الى الوطن الصغير( المنطقة والمحلة) يستحق حتى المجازفة..والمجازفة هنا هي توقع عودة الارهابيين والتكفيريين والصداميين وما سيجري للعائدين على أيديهم..ومع أن هذا التوقع موجود ولو كان بعيداً عن الانشغال اليومي به، إلا أنه احتمال يظل ساكناً في بعض النفوس التي عذبها وآذاها وقتل أحبتها الارهابيون وشردها..والاحتمال-البعيد كما قلنا عنه- ينبغي أن يزاح بتأكيد بقاء القوات الأمنية بكل فعالياتها وجاهيزتها في المناطق التي استقبلت العائدين..وهذا ما اكده السيد رئيس الوزراء نوري المالكي في لقائه الأخير مع المواطنين اثناء جولته يوم الثلاثاء الماضي ببعض مناطق بغداد..فقد أشار دولته إلى أن القوات الأمنية ستبقى إلى أن يطرد الارهابيون نهائياً وتعود الأمور إلى حالتها الطبيعية.

أما النتيجة الايجابية الآخرى، فهي أن الخطة(فرض القانون) قد تعدت حدود بغداد الى حواضن الارهاب في جوارها، ووصلت يد الدولة واجهزتها الأمنية الى تلك المناطق، وتم اعتقال وقتل المئات من الارهابيين، مما يؤمن لبغداد جواراً آمناً..وتلك خطوة جيدة لم يعمل بها في السابق، وقد أكدت على حقيقة ظلت مطلباً للناس وهي بأن من يريد لبغداد الأمن فعليه أن يحيطها بمناطق آمنة أيضاً..فضلاً عن ذلك فإن يد الدولة قد وصلت الى بؤر الارهاب البعيد عن بغداد، في محافظات كركوك وصلاح الدين وديالى والانبار واطراف محافظة بغداد وبابل وكربلاء والكوت أيضاً..حيث تم ضرب مواقع الارهابيين وجرت ملاحقتهم واعتقل الكثير منهم.. والى ذلك تزامن تنفيذ خطط أمنية مع خطة بغداد(فرض القانون)، ففي البصرة والعمارة والناصرية والموصل وغيرها تحركت القوات الأمنية لتلاحق الإرهابيين وتعتقل الكثير منهم وكذلك اغلقت منافذ تلك المحافظات بوجه الارهابيين الفارين من بغداد وجوارها.

تلك نتائج يمكن وصفها بالايجابية تمخضت عنها الخطة الامنية.. إلا ان ما يمكن تأشيره او الاشارة اليه، هو استمرار بعض العمليات الارهابية داخل العاصمة بغداد.. ففي الايام الاربعة الماضية نفذ الارهابيون التكفيريون والصداميون عدداً من التفجيرات طالت في معظمها المدنيين الابرياء.. وكان رأي الحكومة واجهزتها الامنية بأن ما حدث كان متوقعاً، ولكنه لن يغير الحال الى ما كان سائداً قبل تنفيذ الخطة، بينما يرى المراقبون الامنيون والسياسيون بأن العمليات الارهابية الاخيرة هدفها زعزعة ثقة المواطن بحكومته، مشيرين الى ان ذلك يمكن ان تؤثر على بعض الناس، إلا انه سيزول أي تأثير له بتوالي نجاحات تنفيذ صفحات الخطة الامنية.وكذلك يرى بعض المراقبين عدم وضوح ما وعدت به الحكومة في مجال تحقيق جملة من الخطوات تترافق مع تنفيذ الخطة الامنية حتى الان، من بينها معالجة الاوضاع الاقتصادية وتحسين الخدمات ومحاربة الفساد المالي والاداري.. ويعلل بعض المراقبين بأن ذلك ممكن لو اعطينا وقتاً قصيراً اضافياً للحكومة وصبرنا لأيام قليلة.تلك بعض نتائج الخطة الامنية الايجابية، وبعض ما يوشر عليها من السلبيات التي لا تقلل من نجاحات الخطة في التصدي للارهاب.. ولكن معالجتها تظل مطلوبة ضرورية إذا ما اريد للخطة نجاحاً كاملاً وشاملاً في جميع اهدافها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك