المقالات

قريباً من النجاح بعيداً عن الفشل خطة (فرض القانون)

1345 18:45:00 2007-02-18

( بقلم : علي حسين علي )

اربعة ايام لا تكفي لاختبار نجاح الخطة الامنية، لكن الايام الاربعة الماضية كانت قد تركت لدى المواطن العراقي فسحة من الامل، فمن خلال نشاطات الاجهزة الامنية تم اعتقال المئات من الارهابيين وكذلك تم التحرز على اسلحة واعتدة كثيرة ومتنوعة ويمكن ان تكون اصابة الارهابي (ابو ايوب المصري) ومقتل واحد من ابرز مساعديه خبراً جيداً بعد مقتل الزرقاوي في العام الماضي وكذلك سمعوا العراقيون ورأوا انتشار القوات المسلحة العراقية في الشوارع والساحات وحتى في الازقة الضيقة وقد يعطي ذلك ثقة اكثر بالاجهزة التنفيذية الامنية اضف الى ذلك كله ما هو في غاية الاهمية فقد تم اعادة عشرات العوائل المهجرة قسراً في قضاء المدائن.. وكذلك في منطقة حي العدل وتلك بشائر ينتظرها المهجرون منذ اكثر من عامين وباتوا يقدرون نجاح خطة (فرض النظام) على مقياس عودتهم الى مناطقهم وقد تحقق جزء من ذلك ومع قلة عديد العائدين ولكن الامل قد ترسخ في نفوس مئات الآلاف ممن هجرهم الارهابيون وصادروا ممتلكاتهم بالعودة الى بيوتهم ومناطقهم واستعادة حقوقهم المغتصبة.

ذلك الذي ذكرناه كله باقتضاب هو حصيلة اربعة ايام من عمل الاجهزة الامنية العراقية، وقد يبدو ذلك كثيراً اذا قيس بالايام الاربعة لكن لا يمكن الركون الى القياس اذا ما علمنا بان مفردات الخطة الامنية وصفحاتها المقبلة تخفي الكثير من الانشطة والمفأجات وهذا ما وعدتنا به الحكومة فالصفحات المقبلات ستلاحق الارهابيين بوسائل وآليات غير متوقعة واوقات غير محسوبة من قبلهم.. وهذا هو الامتياز الاول للخطة الامنية (فرض القانون) فهي بخلاف سابقاتها لم تنكشف اسرارها قبل التفيذ ولن تعرف تفاصيلها الا بعد التنفيذ كل عملية! وذلك يعد ركناً مهماً في العمل العسكري المسبوق بالعمل الاستخباري الذي كشفت عنه عمليات الايام الاربعة الماضية حين عملت القوات المسلحة بدقة وداهمت البيوت التي لجأ اليها التكفيريون واختفوا فيها وكذلك البيوت التي استعملت مخازن لتكديس الاسلحة والاعتدة ولم يعتقل – وهذا امر مهم جداً – أي شخص من دون ان تكون له صلة مباشرة بالارهاب وبذلك تستطيع الاجهزة الامنية من تحديد الارهابيين وفرزهم عن غيرهم مما يعطيها الدقة والوقت في استنطاقهم وتحويلهم الى القضاء.

لكن اذا ما كانت القوات المسلحة العراقية (الجيش والشرطة والاجهزة الاستخباراتية) قد بدأت حربها الاخيرة على الارهاب وكانت النتائج جيدة فلا تعني بالضرورة ان تكون الايام القادمات من دون مصاعب او من دون ان يرتكب الارهابيون مجزرة او اكثر في محاولة منهم لاظهار القوة وعرض العضلات كل هذا جائز وممكن الوقوع لكن ما هو مؤكد هو ان الارهابيين سيخسرون بالنتيجة والعراقيين سيربحون هذه الجولة من معركتهم ضد الارهاب.

لا نريد ان نكون متفائلين اكثر من الحدود المعقولة ولا نريد ايضاً ان نبث التشاؤم في نفوس الناس لكنها معركة اخيرة كلا طرفيها يستعمل كل ما لديه من اسلحة وتكتيكات.. لكن ما يمكن ان نركن اليه هو الالتفاف السياسي حول الخطة الامنية فجميع الاطراف المنضوية في العملية السياسية يؤيدون الحكومة ويقفون الى جانبها ولا يضعف من هذا الموقف المساند وجود بعض الاصوات التي تمالئ او تغالط او حتى تنافق فهذه الاصوات النشاز لا يخلوا منها مجتمع وليس معنى وجودها ضعفاً في ذلك المجتمع بل هو تحصيل حاصل فالى جانب الجيد هناك الرديء ايضاً.

واذا كان السياسيون قد اتفقوا على اهمية نجاح خطة (فرض القانون) فان الجماهير العراقية تعلق عليها آمالاً واسعة فهي – الخطة الجديدة – ستكون المعركة الاخيرة ضد الارهاب التكفيري والصدامي ومبعث الثقة او التعلق بنجاح الخطة الامنية له الكثير من المبررات من ابرزها ان الارهابيين التكفيريين قد ضاقت عليهم الارض بما رحبت فالذين يحيطون بجوار بغداد او مراكز تجمعاتهم بعيداً عنها لم تغفلهم الخطة الامنية بمعالجاتها.. وكما قال رئيس الوزراء السيد المالكي: (لن يكون هناك ملاذاً للاهاربيين واذا ما كان عمق الارهابيين (الايوائي) قد ضاق الى حد الاختناق فان مساحة تحرك القوات المسلحة العراقية قد اتسعت لتشمل العراق كله.. فضلاً عن مسك الارض بعد طرد الارهابيين منها مما يحرمهم من العودة اليها مرة اخرى كما كان يحدث في الخطتين الماضيتين.

قلنا ان خطة (فرض النظام) قد اتسعت مساحة تأييدها ودعمها فالعراقيون ان كانوا في بغداد او أي بقعة من ارض الوطن يقفون هذه المرة مع القوات المسلحة وضد الارهاب وتلك معادلة تتفوق بها الدولة ومؤسساتها وجهودها على شراذم وافدة وجماعات منبوذة.. وان تنصروا الله ينصركم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك