المقالات

مفهوم المواطنة والوفاء لرسول الانسانية

663 07:16:00 2012-01-23

صفاء العراقي

رجل سار في الحياة مسيرة عطرة وعاش حياة فذة، لم يترك جانباً من جوانب الخير والهدى إلا ووضع بصمة ثابتة فيه، وترك أثراً قوياً واضحاً عليه، هو صاحب رسالة عظيمة عالمية لم يتوانى في ايصالها للجميع، لم يلهه شيء من متاع الدنيا عنها، هو المثل والقدوة في الثبات على الحق.. لا اريد اسبار الغور والاسهاب في شرح حياة رجل ونبي عظيم وإنما ما يهمني في مقالي هذا نحن المسلمون، إذ كيف يكون الوفاء والارتباط الحقيقي مع النبي(صلى الله عليه واله وصحبه المنتجبين)؟نحن نعيش هذه الايام ذكرى رحيله عن عالم الدنيا، فهل يكفي نصب العزاء والبكاء، وما هو السبيل للوفاء ؟ اخوتي اقولها بصراحة ان الوفاء له، فديته روحي، يتحقق عندما نجسد الإسلام في شخصيتنا وسلوكنا الفردي والاجتماعي، حين نجسد شخص النبي في كل تصرفاتنا وننهل من تلك الرسالة، نعم، علينا الاقتداء به فالقدوة الحسنة تنتج للفكر قيمة حقيقية عالية وتمنح رجالها المصداقية والثقة وحتى يكون كلامي اكثر وضوحا فانا اركز هنا على الجانب العملي اكثر من القولي والنظري فمن الضروري جدا انطباق القول مع العمل وهذه هي الصفة الي مُيّز بها الإسلام، لأن العمل أكثر تأثيرا في العقول من التنظير.. ونحن نعيش في هذه المرحلة الحساسة من مصير الأمة والقضية التي تمسكنا بها مدعوّون إلى العمل بصدق واخلاص ولنسأل أنفسنا بتجرد كيف كان منهج نبينا الأكرم؟ كان رمزا للوحدة ليس بين المسلمين فقط بل بين جميع الديانات والملل، فالرسول الذي تعالى عن الحقد والكراهية والعداء فقد سَمى بذاته وتكامل في إنسانيته فتعامل مع خصومه الذين لاقى منهم اشد أنواع العذاب والتنكيل وأوغلوا في الجريمة فعذبوا أصحابه اشد أنواع العذاب وقتلوهم وتحالفوا مع اليهود عليهم ومع كل ذلك كان المثل الأعلى في التعامل الإنساني معهم وبالشكل الذي أدهشهم وأذهلهم... احبتي واخوتي لنكن يدا واحدة وننبذ الطائفية والتفرقة التي يسعى لها أعداء الإنسانية لتفريق أبناء الشعب الواحد فأين نحن منه كمسلمين؟ لماذا هذا التباغض والتنافس والتناحر والأحقاد؟ لا يوجد ما يبرر ذلك لأن من أوجده هم عبّاد المناصب والواجهات والكراسي إنهم ساسة هذا الزمان الذين أججوا نار ورياح الطائفية السياسية من اجل مصالحهم الشخصية ومكتسباتهم الحزبية الفئوية، ولو كان جهدهم هذا في اثارة الحقد والكره بين مكونات شعبنا الواحد، لو وظفوه وأوجدوه ضد أعدائنا جميعا ومن يدور بنا الدوائر من مستعمرين ومستكبرين لهزمناهم شر هزيمة ورددنا كيدهم في نحرهم وأفشلنا جميع مخططاتهم.. في هذا الوقت الذي كثرت فيه الاعتداءات على شخصية النبي الأقدس من قبل أعداء الإسلام لابد من الالتفات الى ان الإساءة الأخطر هي ما يقوم به البعض لتغيير منهج رسول الإنسانية من خلال زرع الطائفية بين صفوف أبناء شعبنا الواحد الذين تجمعهم عدة مشتركات وعلى رأسها وأولها هو رمز الوحدة رسولنا الكريم، فنحن بحاجة الى ترسيخ هذا المفهوم بعمل كل ما من شأنه ترسيخ مفهوم ومعنى المواطنة الحقيقية والابتعاد عن الطائفية المقيتة، ومن هنا احيي المرجع العراقي الصرخي الحسني اثر التفاتاته الرائعة ومنها التأكيد على ضرورة الابتعاد عن الطائفية بسلوك وانتهاج وسائل عملية ومثالها صلاة الجمعة التي اقامها مقلدوه في مناطق مختلفة من العراق بتاريخ 20 كانون الثاني الجاري في جمعة اطلقوا عليها جمعة " الرسول الامين يوحدنا ... والطائفية تفرقنا "فمتى يعلو صوتنا فوق كل الأصوات ونقول لكل مثيري الفتن من ساسة وقادة هذه البلاد كفــى طائفية يا من أوجدتموها من أجل مصالحكم الضيقة، فهل سألتم أنفسكم أيها الباحثون عن مصالحكم الفئوية والحزبية ماذا تفعلون بهذا الوطن وله؟ فأنتم مَن يقود العراق وشعبه إلى الهلاك وإثارة الطائفية السياسية في العراق، انتم سبب الحرب والقتل والدماء والفقر والجوع والمعاناة.. يا اخوتي لنكن زينا لرسول الله بأن ننتقل من زمن الطائفية إلى زمن المواطنة الحقيقية وأن نبتعد عن المساهمة في زرع المفاهيم الطائفية وتعميمها..

صفاء العراقي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك