المقالات

لا ينزه المسؤولين إلا القانون

858 15:41:00 2011-12-29

خضير العواد

إن الأحداث الأخيرة التي أربكت الساحة العراقية قد وضعت الكثير من علامات الاستفهام , وجعلت الفرد العراقي يغرق في التفكير والتأمل مما سيجلبه له المستقبل من مفاجأت , فهل المواطن عندما يصبح مسؤولاً في الدولة فأنه يستطيع فعل كل شئ حتى القتل والتدمير؟؟؟, وهل يستطيع أي مسؤول أن يحمي من أجرم وخرق القانون ؟؟ وهل يمتلك السياسيون الذين عارضوا النظام البائد حق الفيتو إتجاه أي أمر قضائي بسبب تضحياتهم الكبيرة في سبيل العراق وشعبه ؟؟؟ , فهذه بعض التساءلات التي تدور في ذهن اي مواطن عراقي بعد إصدار أمر إلقاء القبض على المتهم بالإجرام طارق الهاشمي بعد أن فاحت جيفت أجرامه وأرهابه وأزكمت إنوف كل الشعب العراقي , فقد لاحظنا أغلب المسؤولين يتاجرون بهذه القضية كلٌ حسب مصلحته وليس مصلحة المواطن أو الوطن , فرئيس الجمهورية الحامي للدستور والقضاء إعتبره ضيف عنده ولايمكن لأحد المساس به بل إنزعج من نشر فضائح المتهم بالإرهاب طارق الهاشمي بوسائل الإعلام بل أرادها سرية كما في سابقاتها كأختطاف الصحفية الأمريكية وأعتراف حمايته السابقة بالعمليات الأرهابية وهو الذي قام بأطلاق سراحهم قبل حوالي أربع سنوات وأعترافات والي العراق بأن كل الأوامر الأرهابية كانت تأتي إليه من المتهم بالإجرام طارق الهاشمي وعلى أثرها طرده الحزب الإسلامي من رئاسته وما خفية كان أعظم لأنه سيعمل أي الرئيس الطلباني مع إخوته قادت العراق في غلق الملف لأن مصلحة العراق تتطلب إستمرار المجرمين في قيادته ؟؟؟؟ , وأما موقف الرئيس البرزاني لا يختلف كثيراً عن أخيه جلال الطلباني فالإنزعاج أخذ منه مأخذاً عظيما لأن الحكومة المركزية لايمكن لها أن تتعدى على القيادات الوطنية التي تقود العملية السياسية , لأن هذه القيادات صمام أمان العراق وأن كانت تقود الأرهاب أو الأجرام أو عمليات الفساد أو بالأحرى يمكن لهذه القيادات أن تفعل ما تشاء ولا يمكن لأحد أن يتعقبها قانونياً لأنها خط أحمر؟؟؟؟ هذا ما يتبناه السيد البرزاني في هذه القضية , أما الكتلة العراقية فقد جن جنونها وتناقضت تصرفات أعضائها فبعضهم نزه الهاشمي وجعله معصوماً من كل الأخطاء بل ولد الهاشمي لكي يخدم العراق وأهله وبعضهم أربكته الأدلة التي نشرت ولقوتها فلم يستطع دحضها كلياً بل ذهب الى التشكيك في نزاهة القضاء وعدم مصداقية العاصمة بغداد فأراد نقل المحكمة الى أربيل وأيده في هذا الرأي الأكراد قاطبةً لأنهم يريدون المركز أن يصبح ضعيفاً دائما حتى يسهل عليهم إبتزازه من أجل مصالحهم الحزبية والقومية ,أما السيد الجعفري فقد جعل الرؤية ضبابية في بداية القضية مما فسح المجال للمتهم بالإجرام طارق الهاشمي أن يترك بغداد ويهرب الى أربيل مصحوباً بالسيد الخزاعي الذي لم يرتح له بال حتى يوصل المتهم بقتل الأبرياء من الشعب العراقي طارق الهاشمي الى عاصمة كردستان التي تتكبر على تنفيذ الأوامر التي يصدرها القضاء العراقي فهذه القضية لم تكن الأولى بل قبلها عشرات فقد أصبحت منطقة كردستان منطقة لجؤ كل من يريد معارضة الحكم في العراق , وهم يدّعون أي الكرد إنهم أكثر المشاركين الذي يريدون لهذه العملية السياسية النجاح وهم يحمون كل من يريد لهذه العملية الفشل والدمار ؟؟؟؟ , أما السيد المالكي فقد وفق في إظهار هذه القضية للإعلام لأن الوقت مثل الذهب وأنتخابات مجالس المحافظات على الأبواب ولكن بالرغم من كل النوايا يجب أن يَمثُل للقضاء كل من أجرم أو أنتهك القانون ولايمكن لكل شخص على أرض العراق من رئيس الجمهورية وحتى المواطن العادي أن يتهرب من المثول أمام القضاء , ومن يطرح المصطلحات كالقيادات الوطنية وغيرها حتى يُهّرب نفسه أو يُهّرب من يريد تهريبه من القضاء تحت هذه المزاعم لأنه هو شخصياً يريد من يزكيه إذا تورط بأي جرم لأنه لا يوجد أحد يزكي الأخرين إلا القضاء , لأن في الشرائع السماوية لا يزكي الأنفس إلا الله وفي الشرائع الوضعية لا يزكي المسؤولين إلا القانون فعلى الجميع أن يتركوا القضاء أن يقوم بدوره وأن يجد الأحترام والتأييد من الجميع حتى تصل سفينة العراق الى بر الأمان .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عراقي يكره البعثيه
2011-12-30
لاينزه المسوؤلين الا القانون
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك