المقالات

حكومة الاغلبية , عودة الى الوراء

838 17:19:00 2011-12-28

الكاتب:عمار احمد

تطلب تشكيل الحكومة الحالية حوالي تسعة اشهر، ومع ذلك فأن تشكيلها كان ناقصا، اذ بقيت عدة وزارات وابرزها الوزارات الامنية -الدفاع والداخلية والامن الوطني-شاغرة وقد شغلت بالوكالة من قبل رئيس الوزراء لعدة اشهر ثم اوكلت شؤونها لاشخاص اخرين بالوكالة ايضا، وطبيعي ان تسعة اشهر لتشكيل الحكومة -أي حكومة-هي فترة طويلة جدا، وقد سجلت القوى السياسية العراقية المعنية رقما قياسا، حيث ان الرقم القياسي المسجل سابقا كأقصى فترة لتشكيل الحكومة كان في هولندا عام 1977، وكانت سبعة اشهر.ورغم ان تعطل وتأخير تشكيل الحكومة بعد الانتخابات البرلمانية العام كل هذا الوقت ينطوي على مؤشرات سلبية كثيرة، الا ان حقائق الواقع السياسي في العراق بعد الاطاحة بنظام صدام فرضت سياقات واجراءات مختلفة، وطريقة علاقات وتحالفات حساسة وقلقة، وتوافقات لابد منها من اجل التخفيف من حدة المشاكل والازمات والاحتقانات، والعمل على توفير ارضيات وظروف مناسبة للاصلاح والتغيير على الاصعدة السياسية والاقتصادية والامنية والاجتماعية والثقافية.كان لابد من التأخير والتعطيل لتشكيل حكومة تستوعب اكبر قدر من الوان ومكونات الطيف السياسي في العراق، ولم يكن متوقعا من الناحية المنطقية ان تختفي وتنتهي المشاكل بتشكيل الحكومة، ولكن القضية المهمة التي لايمكن التغاضي عنها هي انه لو كانت قد شكلت حكومة اغلبية سياسية من الكتلة البرلمانية الاكبر ومعها كتلة اخرى، وتمو تجاوز الشركاء الاخرين لكانت المشاكل والازمات المترتبة اكثر بكثير من المتوقعة والتي ظهرت فيما بعد.وحكومة التوافقات ليست صيغة مثالية او نموذجية ابدا، وهذا مايتفق عليه المشاركين فيها وغير المشاركين، لكنها في هذه المرحلة وعلى المدى المنظور افضل من سواها ولاتوجد صيغة اخرى افضل منها. وقد يأتي شخص ما ليسأل .. وكيف السبيل لحل المشاكل والتغلب عليها ومنع توسعها واستفحالها. والجواب ببساطة هو .. ينبغي ان يتم مليء الفراغات التي لم يكن ممكنا ملئها في البداية،والالتزام بالاتفاقات السياسية التي انتجت الحكومة، والاحتكام الى الدستور على مافيه من ثغرات وهفوات وضعف، مع العمل الجاد والمتواصل لسد وردم وتلافي تلك الثغرات والهفوات وذلك الضعف، واحترام مبدأ الفصل بين السلطات وعدم التمدد على مساحات وصلاحيات ووظائف ومهام السلطة القضائية او السلطة التشريعية.تأزم الوضع السياسي في البلاد في هذه المرحلة، لم يكن بسبب اللجوء الى مبدأ التوافقات والشراكة بقدر ما يرتبط مثلما قال وتحدث الكثيرون بأزمة كبيرة وخانقة نراها تستفحل يوما بعد اخر وهي عدم الثقة، متزامنا معها ومترافقا اتباع سياسة الكيل بمكيالين من قبل الحكومة وبعض القوى السياسية حيال قضايا خطيرة تؤثر على المواطن العادي وتمس اوضاعه الحياتية في الصميم... والحديث عن ان حكومة الاغلبية هي بمثابة قارب النجاة والمنقذ والمخلص فيه ابتعاد كبير عن الواقع، او بعبارة اخرى يعدا هروبا من الواقع الى الامام، والهروب الى الامام اكثر خطورة من الهروب الى الورءا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زائر
2011-12-28
هل الامر غائب عن اذهانكم إم ماذا هناك طرف لايريد الشراكة والغرض الاساسي هو تخريب العملية برمتها , السؤال لماذا تمت المشاركة . والجواب هو لتناحر الائتلاف سابقا ولاحقا . وقد سمعت دعوات كثيرة من موقعكم على هذه الشراكة العقيمة وتزكية اطراف إرهابية ومجرمة . في ضل التطورات في المنطقة واختلاف وجهات النظر داخل الائتلاف فمن المؤكد بات من غير الممكن الذهاب الى حكومة الأغلبية , ويبدو ان هذا التشرذم يحتاج الى دراسة الشخصية العراقية فسلوكها على مر التاريخ هو تضيع الفرص .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك